نظرت الدائرة الجنائية الاولى بالمحكمة الابتدائية بتونس أول امس في قضية قتل نفس بشرية عمدا طبق احكام الفصل 205 من المجلة الجزائية. وكانت الابحاث انطلقت في القضية بتاريخ 13 أوت 2006 عندما استقبل مستشفى المنجي سليم بالمرسى امرأة تحمل اصابة بليغة وتوفيت حال وصولها كما استقبل ايضا عجوزا ناهز السبعين من عمره يحمل طعنتين الاولى في كتفه والثانية أسفل بطنه وتمكن الأطباء من اسعافه وانقاذه من موت محقق. وبعرض الجثة على الطبيب الشرعي تبين أنها تعرضت الى طعنة في ظهرها اخترقت 4.5صم جسدها واصابت القلب والرئة مما تسبب في حصول نزيف داخلي وخارجي أدى الى وفاتها. الزوج هو المسؤول بعد حصول الحادثة تم اشعار النيابة العمومية بمحكمة أريانة فأذنت بفتح تحقيق وانحصرت الشبهة في زوج الهالكة وذلك بناء على شهادة ابنته وابنه حيث صرحا أن والديهما يعيشان خلافات زوجية انتهت بترك والدهما المنزل وتحوله الى منزل شقيقته بالمرناقية حيث أقام مدة 20 يوما ثم رجع ويوم عودته اكتشف أن زوجته رفعت ضده قضية في اهمال عيال وذلك ما أدى الى تفاقم الخلاف فطلب من ابنته ساطورا لكنها رفضت فتسلح بسكين من المطبخ ثم عاد وأصاب زوجته بطعنة قوية في ظهرها فتدخل صهره (والد الزوجة) وضربه بعكازه فطعنه هو الآخر طعنتين. جلسات قمار وخمر لما أوقف الزوج وأحيل على باحث البداية اعترف أنه تزوج بالهالكة منذ 19 عاما وكانت حياتهما تسير بصفة طبيعية وأنجبا ابنة وابنا، الى أن تنقل والده زوجته قبل الحادثة بشهر ونزل ضيفا عليه للعلاج ولكنه أصبح يتدخل في شؤون حياته ويحرض ابنته على افتكاك المنزل منه وأنه عليها أن تتحكم في زوجها وتسيّره بالاضافة الى ذلك كان يعقد جلسات الخمر والقمار في المنزل ويستقبل اصدقاءه هناك مما أدخل الفوضى في حياة الاسرة ورغم نهي الزوج له الا أنه تمادى في أفعاله، الى أن ضاق الزوج به ذرعا وحزم أمتعته وتوجه الى منزل شقيقته بالمرناقية، ولما عاد فوجئ بأن زوجته رفعت ضده قضية في اهمال عيال فتوجه الى مركز الشرطة وطلب منهم وضع حد لتصرفات صهره واخراجه من المنزل، وفعلا نبّه عليه رجال الشرطة بضرورة مغادرة منزل ابنته، إلا أنه عاد يوم الحادثة وتشاجر معه وواصل تحريض ابنته فأراد هو تأديبه وحدث ما حدث. المحاكمة في جلسة أمس امام ابتدائية تونس حضر المتهم موقوفا وذكر أنه كان يود تأديب صهره فقط لأنه هو السبب وراء توتر علاقته بزوجته حيث كان يحرضها ويعقد الجلسات الخمرية والقمار في منزله مما جعله يعيش جحيما لا يمكن وصفه لاسيما أن الجلسات تتم على مرأى من ابنيه. وباعطاء الكلمة لمحامي الدفاع رأى أن منوبه يعاني من حالة اكتئاب زادت في حدتها تصرفات صهره وتدخله في حياته وذلك ما جعله يرغب في تأديبه لكن زوجته تدخلت لنصرة والدها فتلقت الطعنة القاتلة. وطلب الدفاع اعتبار ما صدر عن منوبه يندرج ضمن طائلة الفصل 208 من المجلة الجزائية أي العنف الناتج عنه موت دون قصد القتل. وبعدما سجلت المحكمة مرافعة الدفاع طلب المتهم التخفيف عنه فيما حجزت القضية للمفاوضة.