احيل امس على انظار هيئة الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم في العقد الثالث من عمره احضر بحالة ايقاف بعدما اصدرت النيابة العمومية بطاقات ايداع بالسجن ضده ووجهت له دائرة الاتهام جناية قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد طبق احكام الفصلين 201 و202 من القانون الجزائي. جريمة واعتراف خلال ليلة 18 جويلية 2008 تم اعلام وكيل الجمهورية باريانة بحصول جريمة قتل راحت ضحيتها امرأة لها من العمر 34 سنة فتحول ممثل النيابة العمومية والمحققون الى منزل الهالكة وهو عبارة عن «ستوديو» محاذ لستوديو يقيم فيه شقيقها، وبعد معاينة الجثة اذنت النيابة العمومية بعرضها على الطبيب الشرعي بمستشفى شارل نيكول وجاء بتقرير الطبيب الشرعي ان الهالكة اصيبت ب13 طعنة في الصدر من جهة القلب وفي الظهر مما ادى لوفاتها على عين المكان. وفي الاثناء تقدم شقيقها الى مركز الامن الوطني باريانة واعترف بأنه هو القاتل. خلافات بين الاشقاء وقضايا في المحاكم لما تقدم شقيق الهالكة الى باحث البداية صرح انه في خلاف مع شقيقته التي تكبره سنا وذلك منذ طلاقها سنة 2002 حيث اصبحت تمارس البغاء مع عديد الشبان وتجلبهم الى المنزل ولما حاول هو واشقاؤه نهيها عن الممارسات التي تقوم بها فوجئوا بها ترفع قضية ضدهم تتهمهم فيها بالاعتداء عليها بالفاحشة ولكن المحكمة قضت بتبرئتهم. وبعد ذلك واصلت المجني عليها المجاهرة بادخال اشخاص غرباء الى المنزل وهو ما حز في نفسه فحاول نهيها ثانية ولكنها رفعت شكاية ضده تتهمه فيها بمواقعتها غصبا ومرة اخرى قضت المحكمة في حقه بالبراءة. واضاف المتهم انه شعر بالاهانة من تصرفاتها ولذلك قتلها. طفولة بائسة ونهائة مأسوية بعد انتهاء كل مراحل البحث احيل المتهم امس على المحكمة وبسماع اقواله صرح ان والدته توفيت وهو مازال طفلا فاضطر للانقطاع عن الدراسة عندما كان في الخامسة ابتدائي وبعدها تزوج والده بامرأة اخرى وانجب الابناء، ولكن المشاكل دخلت حياته منذ انفصلت شقيقته عن زوجها واصبحت تقيم معه وشقيقيه في «ستوديو» على ملك والده وبعد ذلك استقلت بالسكنى في «استوديو» ثان قريب من الاول. واضاف المتهم ان شقيقته ضربت بكل القيم عرض الحائط وربطت علاقات خنائية مع عديد الرجال حتى انها اصبحت تستقبلهم في المنزل وذلك ما وتر اعصابه واقام في مستشفى الرازي خمسة ايام. ورغم ذلك واصلت شقيقته في طريق الرذيلة، واما والده فلامه ولام شقيقيه عن عدم قدرتهم على ثنيها واخبره والده انه لم يعد قادرا على الخروج من المنزل ومواجهة الناس او حتى الذهاب الى المقهى بسبب ما ألحقته به ابنته من عار. واضاف المتهم ان سيرة اسرته اصبحت تلوكها الالسن حتى ان خطيبته فسخت الخطوبة بسبب تصرفات شقيقته، وفي يوم 18 جويلية 2008 لم يشاهد شقيقته وعلم انها لم تقض الليلة في محل سكناها ولذلك ظل ينتظرها لاستفسارها ولما تأخرت اعلم والده بالامر وطلب منه اتخاذ موقف صارم من ابنته الا انه اجابه قائلا: «اختك قدامك وامشي اتصرف»، فغادر المتهم المنزل واتجه الى منزل شقيقته وذلك في حدود التاسعة والنصف ليلا، ومباشرة سألها عن سبب تغيبها عن المنزل وعن مكان تواجدها كامل اليوم فنهرته واعلمته انها ستواصل مخالطة الرجال وجلبهم الى محل سكناها، وحينها تملكه الغضب وعاد الى محل سكناه واخذ سكينا من المطبخ ومباشرة دخل على الهالكة وسدد لها طعنة في صدرها فسقطت ارضا وواصل هو تسديد سلسلة من الطعنات في ظهرها حتى خارت قواها فتركها واغلق الباب وعاد الى منزل والده وألقى بالسكين في البهو واخبره انه قتل اخته، ونفى المتهم ان تكون له اية نية لازهاق روح الضحية وان ما اقدم على فعله كان نتيجة للغضب الكبير الذي تملكه بسبب تصرفاتها. واما الاختبار الطبي فأثبت ان المتهم يتحمل المسؤولية الجزائية. وباعطاء الكلمة للدفاع رأت محامية المتهم ان نية قصد القتل غير متوفرة لان منوبها لم يخطط سابقا لازهاق روح شقيقته وانما كان ما اقدم على فعله جراء تصرفات الهالكة واستفزازها له. وطلبت اعتبار ما حدث من قبيل القتل العمد دون القصد. فيما حجزت المحكمة القضية للمفاوضة.