وصفت الإعلامية خديجة بن قنة، الإعلام العربي الراهن، بأنه يعيش فوضى غير مسبوقة، ولفتت إلى أن وسائل الإعلام الحديثة التابعة لأجهزة "مخابرات" أججت تلك الفوضى، لكنها أكدت أنها تعول على عقل المشاهد ووعيه في "فلترة" ما يتلقاه من تلك الوسائل. في حين وصفت بن قنة، التي نالت لقب "الإعلامية العربية الملهمة للجمهور"، برامج "التوك شو" التي تعرض على بعض القنوات المصرية، لا سيما ما يقدمه توفيق عكاشة، بأنها "وصلة ردح" لبث الأكاذيب من خلالها. جاء ذلك في مقابلة أجراها "الخليج أونلاين" مع الإعلامية الجزائرية، مذيعة قناة الجزيرة، بعدما حصدت لقب "الإعلامية العربية الملهمة للجمهور"، بحسب استطلاع أطلقه موقع "سي إن إن" بالعربية. وجاء الاستطلاع في مبادرة تبناها الموقع بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتفوقت بن قنة على ثلاث مذيعات عربيات منافسات لها على اللقب؛ وهن المصرية منى الشاذلي، واللبنانية راغدة درغام، إضافة إلى السعودية بدرية البشر. بن قنة قالت، في معرض ردها على سؤال حول أهمية الجائزة، إنها ترى الاستفتاء مهماً بالنسبة للنساء بشكل عام، خاصة للمرأة بالوطن العربي، لكن الأهم؛ أنه يعكس أيضاً اهتمام الإعلام بواقع المرأة، لافتة إلى وجود معاناة كبيرة تعيشها النساء العربيات، خاصة في مناطق التوتر (سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر) منذ نحو 4 سنوات. لكن كاميرا الجزيرة، بحسب مذيعتها خديجة، لم تغب عن معاناة هؤلاء النساء، ولا تخلو نشرات الأخبار منها، وهناك تسليط مستمر للضوء على واقع المرأة العربية، سواء في مخيمات النزوح أو اللاجئات وبشكل يومي، المرأة العربية حاضرة في أخبار الجزيرة وبرامجها، مؤكدة أن القناة تتبنى معاناة النساء العربيات، خاصة في المناطق التي يعمل فيها مراسلون لصالح الجزيرة. وذهبت بن قنة إلى أن الاستفتاء الذي اكتسحت فيه زميلات لها، عبر أصوات التأييد التي نالتها، «يؤكد أن هناك صحوة لدى المتابعين، ومن هنا، أعتقد، تأتي أهمية الاستفتاء». الإعلامية المعروفة، ترى أن اللقب يعطيها دافعاً مضاعفاً للعطاء، مشيرة إلى أن اللقب لها بصفتها «خديجة بن قنة» وللمرأة العربية في آن واحد، موضحة: «خديجة امرأة عربية وتحمل هموم المرأة العربية، معاناة المرأة تتشابه أينما كانت». وتابعت: «المرأة العربية تعاني من عدة مشاكل مسبقاً، وما زاد من تفاقم هذه المشاكل، هي الحروب وإرهاصات وتداعيات الثورات، والثورات المضادة». وحول رؤيتها لمشهد الإعلام العربي، أفصحت بن قنة بأنه «يشهد حالة من الفوضى غير المسبوقة»، وأردفت بالقول: «لا أعتقد أنه مر على الإعلام العربي كالذي مر به في السنوات الأربعة الأخيرة»، واصفة واقع هذا الإعلام بأنه «مؤلم جداً»، والأسباب كثيرة، وفق قولها، ومن بين الأسباب وجود علاقة بما أسمته «التكاثر والتناسل الإعلامي على مستوى الميديا»، بالإضافة إلى أنه «أصبح هناك خليط بين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث، والأخير يحتاج إلى إثبات مصداقية الخبر». ووفق ما تراه بن قنة، فقناة الجزيرة لا تبث الخبر إن لم يأت من مصدرين على الأقل، لكن، والحديث لها، «بسبب وسائل الإعلام الحديث، وسهولة النشر، وما نتج عنه من فتح المجال أمام كل من يريد نشر خبر ما، فلن يجد ما يعيقه، ثم جاء الربيع العربي والثورات والثورات المضادة، وعملت أجهزة مدججة إعلامياً وتابعة لمخابرات كل دولة تعمل على تشويه الحقيقة، وهذا ما لعب دوراً كبيراً في هذه الفوضى التي نراها الآن». الإعلامية بن قنة، تعتقد أن كل هذه الفوضى لها «فلتر» وحيد يستطيع أن ينقيها من الشوائب، يتمثل ب»عقل المتلقي ومستوى إدراكه، وأعتقد أن الناس أصبحت تفرق بين الصح والخطأ، وهذا ما أفرزته تجربة السنوات الأخيرة، ولم يعد الناس يصدقون كل ما يقدم لهم على هذه الأطباق المسمومة». وعرجت مذيعة الجزيرة على برامج «التوك شو»؛ إذ ترى أن مقدميها يقدمون «وصلة ردح» لكسب الجمهور ثم بث الأكاذيب، وضربت مثالاً على ذلك «برامج عكاشة وما يقدم عبر قناة الفراعين، أو برامج أخرى على قنوات توك شو مصرية». وتابعت قائلة: «كل مقدم برنامج يقدم وصلة ردح على مدار ساعة أو ساعتين أمام الجمهور، وفي البدايات كانت الناس تتابع هذه البرامج، لكن الآن صاروا يدركون أن جزءاً كبيراً من الكذب والتلفيق والتشويه يصاحب هذه البرامج، وأصبحت هناك فلاتر حقيقية تفرز الحقيقي والصحيح من الخطأ».