أحصى تقرير دولي عن الإرهاب في منطقة الساحل 1307 هجوم إرهابي في الجزائر، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. وتتصدر الجزائر قائمة الدول المتضررة من الإرهاب منذ هذا التاريخ المرجعي في التأريخ للإرهاب، من بين 8 دول شملها المسح، هي ليبيا وماليوتونسوالنيجر وموريتانيا والمغرب والتشاد. أبرز تقرير معهد بوتوماك الأمريكي للدراسات سنة 2015، بعنوان "الإرهاب في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل"، أن الجزائر شهدت 22 هجوما إرهابيا سنة 2014 من بين 289 هجوم نالت منطقة الساحل وشمال إفريقيا، في حين عرفت ليبيا النصيب الأكبر ب 201 هجمة إرهابية تليها مالي ب35 ثم تونس ب27 هجمة. وفي المجموع العام، احتلت الجزائر المرتبة الأولى في عدد الهجمات الإرهابية منذ تاريخ 11 سبتمبر (الهجمات على برجي التجارة في واشنطن)، ب1307 هجمة، تليها ليبيا ب353 ثم مالي ب105، وتأتي في المرتبة الرابعة التشاد (58)، ثم تونس (48)، النيجر وموريتانيا (44)، وأخيرا المغرب (27). وشهدت الجزائر ذروة الهجمات الإرهابية في سنوات 2009 و2010 و2011 بتسجيلها على التوالي 185 و18 و164 هجوم إرهابي، في حين سجلت سنة 2006، التي عرفت بدء تطبيق قانون المصالحة الوطنية، 120 هجوم إرهابي. واللافت أن سنة 2001 مثلا لم تسجل سوى 20 هجوما إرهابيا، وهذا بالنظر إلى المقياس الذي اعتمده التقرير الذي أحصى عدد الهجمات الإرهابية ولم يقس عدد الضحايا الذي كان مرتفعا بدايات سنة 2000 ثم انخفض بعد ذلك، ما أدى إلى شعور عام لدى الجزائريين بتحسن الوضع الأمني. وواضح، من خلال تحليل الإحصائيات الواردة في التقرير، أن خريطة توزيع العمليات الإرهابية في المنطقة شهدت تغيرا جذريا منذ سنة 2010، حيث انتقل مركز ثقل عدد الهجمات المسجلة من الجزائر إلى ليبيا وتونسومالي، وهذا راجع بالأساس إلى الاضطرابات والتغيرات التي شهدتها المنطقة، بدءا بما يعرف بأحداث الربيع التي أطاحت بنظامي بن علي والقذافي في كل من تونس وليبيا، وانتهاء بسقوط أجزاء من شمال مالي تحت يد الجماعات الإرهابية سنة 2013. وبالرغم من تقلص عدد الهجمات الإرهابية في الجزائر، من 51 في 2013 إلى 22 هجوما سنة 2014، إلا أن البلد، حسب التقرير، لا يزال يواجه تحديات أمنية على حدوده، خاصة في الجنوب الغربي، معقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وعدد من التنظيمات الإجرامية الأخرى الناشطة في التهريب خاصة المخدرات. وأورد التقرير أنه في بداية سنة 2015، أوقف الجيش الجزائري خلية من 12 شخصا في الجنوب كانت تنوي القيام بهجمات في الجزائر بالتنسيق مع أجانب. وبشكل عام، أوضح معهد بوتوماك أن عدد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل ارتفع ب800 بالمائة منذ هجمات 11 سبتمبر، يغذيها بشكل أساسي عدم الاستقرار الذي تعيشه دول ضعيفة في المنطقة أو في طريقها للانتقال، مشيرا إلى أنه "لا يوجد حل سحري لمكافحة الإرهاب وعدم الاستقرار". لكن التقرير اقترح مع ذلك، في ملخصه، عددا من الحلول، على غرار توسيع الولاياتالمتحدة قاعدة المساعدة التقنية في مجال الأمن والتدريب، وتشجيع قاعدة الحوار السياسي الشامل والمساعدة على قيام مجتمع مدني قوي من أجل إيجاد حلول سلمية للصراعات في بلدان المنطقة