اختتمت ليلة الأحد فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية (السويد) في دورته الحادية عشر وتربعت تونس على تتويجات المهرجان بفوز كوثر بن هنية وفيلمها "الرجل الذي باع ظهره" بجائزة أحسن فيلم ولا يعتبر هذا التتويج الأول للمخرجة التونسية في مالمو السينمائي فقد سبق وحازت بفضل فيلمها على جائزة أحسن إخراج ونالت الدعم عن معظم تجاربها السينمائية في عدد من دورات هذا المهرجان على غرار فيلم "على كف عفريت". فيلم كوثر بن هنية الأخير "الرجل الذي باع ظهره" وهو أحد المنافسين في القائمة القصيرة لأوسكار الفيلم الأجنبي المنتظر إعلان نتائجها في 25 أفريل الحالي يروي قصة شاب سوري يدعى "سام" يحاول اللاحق بحبيبته في أوروبا بأي ثمن فيبيع جلده لفنان أمريكي يمارس الفن المعاصر بأسلوب جنوني يجعله يرسم التأشيرة على ظهر البطل ويشكل حياته من جديد في أوروبا ليصبح "سام" لوحة تعرض في المتاحف و"فرجة" لرواد معارض الفنون المعاصرة. "الرجل الذي باع ظهره" من بطولة يحي مهايني، ديا ليان، كوين دي باو ومونيكا بيلوتشي وشارك في إنتاجه عدد من الدول منها تونس، السويد، فرنسا وقطر. الهربة والمنافسة الأولى الممثل والمخرج غازي الزغباني كان من بين المتوجين في الدورة الحادية عشر من مهرجان مالمو السينمائي والتي كانت افتتاحها في 6 أفريل الحالي وحصد الزغباني جائزة أحسن سيناريو عن أول أفلامه الطويلة "الهربة". في السياق، عبّر غازي الزغباني في حديثه ل"الصباح" عن اعتزازه بهذا التتويج خاصة وأنه كان للسيناريو ولفيلم صور بطريقة "ويكلو" مشيرا إلى أن مهرجان مالمو للسينما العربية كان المشاركة الأولى لفيلم "الهربة" في المسابقات الرسمية ونال جائزته الأولى كذلك ومن المنتظر أن يواصل الفيلم جولته في عدد من المهرجانات منها مهرجان أوساكا السينمائي والذي ينافس خلال فعالياته على جوائز المسابقة الرسمية. للتذكير فإن فيلم "الهربة" هو أولى تجارب المسرحي غازي الزغباني السينمائية على مستوى الكتابة والاخراج وهو عمل مقتبس عن رواية حسن الملي باللغة الفرنسية "العاهرة المثقفة" وقام الزغباني بتحويله لعمل مسرحي ثم فيلم. يصور "الهربة" صراع الشاب محسن وهو من أصحاب الشهادات العليا وعاطل عن العمل مع واقعه الاجتماعي وأفكاره الايديولوجية ليكون لقائه بإحدى بائعة الهواء وتدعى "نرجس" مفصليا يغير من وجهة نظره. وذهبت بقية جوائز مسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان مالمو لعدد من الأفلام الحديثة الانتاج في المنطقة العربية منها فيلم "حظر تجول" لأمير رمسيس وبطولة كل من الهام شاهين وأمينة خليل والذي حصد جائزة الجمهور وحصد فيلم "جزائرهم" للمخرجة لينا سويلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة فيما نال جائزة أحسن إخراج السينمائي السعودي عبد العزيز الشلاحي عن فيلمه "حد الطار". الهدية الأفضل أمّا جائزتي التمثيل فكانت لأحسن ممثل من نصيب سليم داو عن دوره في الفيلم الفلسطيني "غزة مونانور" للمخرجين عرب وطرزان ناصر ولأحسن ممثلة لنعيمة لمشاركي عن دورها في فيلم "خريف التفاح" للسينمائي المغربي محمد مفتكر. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، نالت المخرجة السودانية سوزانا ميرغيني تنويه خاص عن فيلم "الست" وحظي المخرج المصري محمد خضر بشهادة تقدير عن فيلمه "توك توك" فيما ذهبت جائزة أحسن فيلم قصير لفيلم "الهدية للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي والذي توج منذ يومين بجائزة أفضل فيلم بريطاني قصير في حفل توزيع جوائز بافتا وهو مرشح للأوسكار ضمن القائمة القصيرة لسنة 2021. تكريم محمد قدورة اختتام مهرجان مالمو للسينما العربية شهد كذلك تكريم الراحل محمد قدورة وهو أحد المشاركين في تأسيس هذا المهرجان كما حافظ القائمون على فعاليات هذه التظاهرة السينمائية الأبرز في المنطقة الاسكندينافية والموجهة للسينما العربية على صرامة تطبيق التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا وفي السياق أقر رئيس المهرجان محمد قبلاوي في تصريح ل"الصباح" بالمجهود المبذول والتحديات الكبرى التي عرفها المهرجان بسبب الجائحة ومع ذلك سعيد بنجاح الدورة وعرضها لأعمال مميزة من الانتاجات السينمائية العربية. اختتام مهرجان مالمو للسينما العربية قدم خلال حفل توزيع جوائزه فقرة موسيقية لفريدا هولفينج وحضر سهرته عدد من الفاعلين في المشهد السينمائي السويدي من عرب وسويديين كما حضره من الجانب الرسمي تربيون نيلسون رئيس مكتبة المدينة وماغنوسلونديرغويست رئيس اللجنة الثقافية لمقاطعة سكونة. تجدر الإشارة إلى لجان تحكيم الدورة الحادية عشر من مهرجان مالمو للسينما العربية ضمت في مسابقة الأفلام القصيرة كل من المخرجة والمنتجة اللبنانية مانو نمّور، المخرجة والمنتجة المصرية ماجي أنور، الناقد الجزائري فيصل شيباني، الناقد البحريني طارق البحار، والممثل الإماراتي منصور الفيلي فيما كانت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة متكونة من المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، الممثلة والمخرجة السعودية فاطمة البنوي، الباحثة السينمائية المغربية ليلى شرادي، الإعلامية اللبنانية رايا أبي راشد وكاتب السيناريو المصري تامر حبيب. مهرجان مالمو للسينما العربية في دورة 2021 برمج 40 فيلما من 23 دولة وعرضت معظم فعالياته على المنصة الالكترونية الخاصة بالمهرجان وقد تفاعل عدد من صناع السينما العربية مع التقنيات الحديثة المعتمدة في المهرجان وحققت الجلسات والحوارات المنعقدة أونلاين متابعة من رواد ومتابعي هذا المهرجان الاسكندينافي الداعم للسينما العربية
