غداة تحطم طائرة "إيرباص" التابعة لشركة «جيرمان وينغز» الألمانية بجبال الألب الفرنسية، ما أسفر عن مقتل 150 شخصا كانوا على متنها، يتنقل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ظهر اليوم الأربعاء إلى مكان الحادث حيث سيستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي. وقد أفاد مصدر قريب من التحقيق أن الصندوق الأسود الذي تم العثور عليه هو الذي يسجل الأحاديث في مقصورة القيادة غير أنه متضرر. وقال المصدر إن الصندوق الأسود تم نقله إلى باريس هذا الصباح (الأربعاء) إلى مكتب التحقيقات والتحاليل». ولا يزال البحث جار عن الصندوق الأسود الثاني الذي يسجل احداثيات الرحلة. ويكشف الصندوقان الاسودان عن معلومات أساسية وعن خيوط للتحقيق من اجل تحديد أسباب أي حادث جوي. ويسمح "مسجل أصوات المقصورة" بالاستماع إلى الأحاديث بين الطيار ومساعده انما كذلك كل الأصوات والإعلانات التي تسمع في مقصورة قيادة الطائرة والإنذارات التي قد تكون انطلقت. كما يسمح تحليل معمق بالاستدلال إلى نظام عمل المحركات، غير أنه لا يمكن التثبت من ظروف الحادث بشكل أكيد إلا بالكشف على مضمون الصندوقين الاسودين. ويعقد مكتب التحقيقات والتحاليل المكلف التحقيق مؤتمرا صحافيا الأربعاء الساعة 16,00 توقيت تونس في مقره في بورجيه بالضاحية الباريسية. وتستأنف عمليات البحث الضخمة والخطيرة لمحاولة العثور على ضحايا الحادث بعدما توقفت ليل الثلاثاء الأربعاء. وتحطمت الطائرة، "إيرباص إيه-320"، أثناء رحلة بين برشلونة بإسبانيا ودوسلدورف بألمانيا. وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أعلن العثور على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. وقال كازنوف في بلدة سين لي زالب، على بعد عشرة كيلومترات من موقع تحطم الطائرة على ارتفاع 1500 متر "تم العثور على صندوق أسود وسيسلم لأجهزة التحقيق". وأعلنت شركة جيرمان وينغز الألمانية أن الطائرة كانت تقل 150 شخصا هم 144 راكبا وستة من أفراد الطاقم. وقال رئيس الشركة، أوليفر فاغنر، في تصريح تلفزيوني "نظرا للمعلومات المتوفرة حتى الآن، لا يمكننا القول إذا كان هناك ناجون". وأوفدت مروحية تابعة للدرك الفرنسي إلى المكان فورا وأكدت حصول الحادث في جبال وعرة، ورصد طاقم المروحية وجود حطام. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن أسباب الحادث لم تعرف بعد وأنه "يجري بذل كل الجهود لمعرفة ما حصل واستقبال عائلات الضحايا في أفضل الظروف"، وأضاف أنه "لا يمكن استبعاد أي فرضية» في تحطم الطائرة. وقال العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس الذي قطع زيارة الدولة التي بدأها ظهر الثلاثاء إلى فرنسا "إثر النقاشات التي أجريناها مع الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة (الإسبانية) ماريانو راخوي، لقد قررنا إلغاء هذه الزيارة". وقد عبرت المستشارة الألمانية عن "صدمتها الشديدة" إثر حادث تحطم الطائرة الألمانية. وتحدثت ميركل هاتفيا مع هولاند ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي وألغت "لقاءات أخرى". من جهته عبر رئيس الحكومة الإسباني عن "صدمته". وكتب ماريانو راخوي على حسابه على تويتر "صدمة كبرى إثر حادث الطيران في الألب. إنها مأساة". وهذه أسوأ كارثة جوية تقع على الأراضي الفرنسية منذ تحطم طائرة الكونكورد عند إقلاعها من مطار رواسي في 25 جويلية 2000 والتي راح ضحيتها 113 قتيلا. كما أنه أسوأ حادث في البلاد منذ أكثر من 40 عاما عند تحطم طائرة «دي سي-10» التابعة للخطوط الجوية التركية والذي أسفر عن 346 قتيلا في 3 مارس 1974 في شمال باريس.