في أسوأ كارثة طيران تحصل على الأراضي الفرنسية منذ 30 عاما، قتل، أمس الثلاثاء 24 مارس 2015، 150 شخصا (144 راكبا والطاقم المؤلف من ستة أشخاص) في سقوط طائرة "إيرباص إي 320" تابعة لشركة "جيرمان وينغز" المتفرعة عن شركة "لوفتهانزا" الألمانية خلال رحلة صباحية من مدينة برشلونة الإسبانية إلى مدينة دوسلدورف الألمانية. وبحلول مساء أمس، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أنه تم العثور على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، الأمر الذي سيساعد كثيرا في حل لغز الكارثة. كما أعطى كازنوف الذي توجه إلى منطقة الحادثة مع سفيرة ألمانيا لدى فرنسا تفاصيل الوسائل البشرية التي وفرها للتحقيق والإسعاف وهي تتشكل من 300 عسكري ورجل إطفاء وعشر طوافات وطائرة عسكرية. طائرة "جيرمان وينغز" كانت في رحلة العودة من برشلونة إلى دوسلدورف. وقد أقلعت من مطار العاصمة الكتالونية في رحلة مباشرة إلى دوسلدورف في الساعة التاسعة وخمس وثلاثين دقيقة أي بعد أقل من ساعة لوصولها إلى برشلونة. ويبين مسار الطائرة أنها لم تحد عن خطها العادي بحيث تطير بعد إقلاعها فوق البحر ثم تعود فوق اليابسة قريبا من مدينة مرسيليا. وبعدها تحلق فوق جبال الألب ثم فوق سويسرا قبل أن تدخل الأجواء الألمانية. وتفيد معلومات إدارة الطيران المدني بأن آخر محاولة للاتصال بالطائرة حصلت الساعة 10:47، وكانت عندها على ارتفاع 5000 قدم، أي ما يساوي 1500 متر، بينما كان المطلوب أن تكون على ارتفاع 28 ألف قدم. ولما فشل الاتصال بالطائرة، أعلنت حالة الطوارئ. ويزيد ارتفاع بعض القمم في المنطقة المعنية على 2000 متر. وأفادت دائرة الأحوال الجوية، وكذلك وزير النقل الفرنسي الآن فيداليس، أن الظروف الجوية "لم تكن سيئة" في منطقة الحادثة وقت وقوعها، الأمر الذي يعني أنها ليست المسؤولة عن الكارثة. وبحسب بيان صادر عن إدارة "جيرمان وينغز"، فإن عملية السقوط دامت 8 دقائق فقط. وبعد ظهر أمس ساءت الأحوال الجوية في المنطقة، لكن أطقم الإغاثة التي أرسلت عثرت على بعض حطام الطائرة المنكوبة منتشرة على مساحات واسعة. وعمدت شركة "إيرباص"، مصنعة الطائرة، إلى إرسال خبرائها إلى المنطقة لمباشرة التحقيقات. وبالنظر لخطورة ما حصل، فقد أعلن الفنيون العاملون في قطاع الرقابة الجوية إلغاء الإضراب الذي كانوا ينوون القيام به اليوم احتجاجا على ظروف العمل التي يعانون منها. ودأب هؤلاء على اختيار الأيام التي تسبق العطل المدرسية للجوء إلى حركات احتجاجية، حيث تزيد حركة الطيران بسبب العطل المدرسية. المصدر: الشرق الاوسط