افتتحت اليوم الاثنين بمقر مجلس وزراء الداخلية العرب بتونس العاصمة أشغال الدورة 48 للمجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية الذى يعقد أول دورة له خارج جينيف (سويسرا) التى تحتضن مقر المنظمة. ويشارك في هذه الدورة التى تتواصل على مدى ثلاثة أيام ممثلون عن 22 بلدا عضوا في المجلس التنفيذي للمنظمة الذى تترأسه تونس منذ سنة 2013 ولمدة سنتين في شخص المدير العام للديوان الوطني للحماية المدنية. وأكد وزير الداخلية محمد الناجم الغرسلي خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة على ضرورة تظاهر الجهود الاقليمية والدولية من أجل دعم شروط الوقاية والتعاون بين مختلف أجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني. وأبرز أن تونس من الدول الأولى التى انخرطت في منظومة الهيئات الدولية المختصة في مجال الحماية والسلامة وانضمت الى المنظمة الدولية للحماية المدنية سنة 1972 وافاد الغرسلي بأن تونس عملت على الارتقاء بمستوى الخدمات الوقائية ودعم اليات النجدة والانقاذ واحكام التخطيط لمجابهة الكوراث والحد من الخسائر الناجمة عنها وحماية الارواح والممتلكات. وأشار في هذا السياق الى اصدار قانون خاص بتفادى الكوارث ومجابهتها وتنظيم عمليات النجدة والانقاذ سنة 1991 واحداث لجنة وطنية دائمة تتولى اعداد هذه المخططات وتحيينها ومتابعتها الى جانب ارسال فرق نجدة وانقاذ في مناسبتبن الى الجزائر. من جهته أبرز الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن على كومان التزايد المطرد للمهام الملقاة على عاتق أجهزة الحماية المدنية في الدول العربية بفعل التحديات التى تتعرض لها المنطقة العربية نتيجة التقلبات المناخية المؤثرة وتداعي التقدم الصناعي وتفاقم الارهاب والجريمة المنظمة والنزاعات المسلحة. ودعا في هذا الخصوص الى التركيز على دعم الهيئات المعنية بالحماية المدنية والانقاذ بالموارد المادية والتقنية والبشرية لتيسير مهامها وتدخلاتها والعمل على تطوير أوجه التعاون العربي والاقليمي والدولي في هذا القطاع قصد التدخل المشترك عند حدوث كارثة. أما الامين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية فلاديمير كوفشينوف فقد أكد على أن اختيار تونس لاحتضان الدورة 48 من المجلس التنفيذي للمنظمة يندرج في اطار مساندة المجتمع الدولي لتونس في مجابهة افة الارهاب . كما أشار الى أن تونس تعد عضوا نشيطا في المنظمة وتٍرأست امانتها العامة لمدة 16 سنة متواصلة (1987-2002) متطرقا الى الدور الهام الذى تظطلع به المنظمة في الساحة الدولية على مستوى اليات مجابهة الكوارث. تجدر الاشارة الى أن برنامج أشغال هذه الدورة يتضمن بالخصوص المصادقة على قرارات وتوصيات يتم رفعها الى الجمعية العامة التى ستنعقد في دورتها العادية سنة 2016 وتدارس موضوع «استعمال التكنولوجيات الحديثة في مجال التدريب في أجهزة الحماية المدنية». كما سيتم تسليم مساعدات تقنية متمثلة في أجهزة ووسائل تدخل للحماية المدنية الممنوحة من قبل المنظمة والحكومة السويسرية واعطاء اشارة انطلاق العمل بمركز التكوين عن بعد الى جانب الوقوف على انتهاء أشغال المدرسة الوطنية للحماية المدنية استعدادا لتجهيزها بمعدات حديثة وتقنيات جديدة. وتتمثل مهام المنظمة الدولية للحماية المدنية في مساعدة الدول على تطوير أنظمة كفيلة بتوفير الحماية والمساعدة للسكان والى حماية الأملاك والبيئة ازاء الكوارث الطبيعية أو تلك التى هى من صنيع البشر. وقد تم انشاء هذه المنظمة سنة 1931 كجمعية دولية الى أن أصبحت منظمة بين الحكومات من خلال اعتماد دستورها بموناكو 17 أكتوبر 1966 ودخل حيز التنفيذ في 1 مارس 1972 تم اعتمادها من طرف الاممالمتحدة سنة 1976 وهى تعمل داخل اطار المنظمات الدولية. وتضم المنظمة الدولية 54 دولة عضوا و19 دولة بصفة ملاحظ و25 عضوا منتسبا. أما المجلس التنفيذي للمنظمة يتكون من ممثلي الدول والمكلفين بالحماية المدينة والدفاع المدني في بلدانهم ويتم انتخابهم لمدة 4 سنوات ويتجدد كل عامين ويتكون من 22 دولة عضوا ودوليتن بصفة ملاحظ.