علامات استفهام يطرحها عبد الفتاح مورو -أحد مؤسسي حركة النهضة - وهو يروي في الحلقة السادسة عشرة من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر" قصة هروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي من البلاد يوم 14 جانفي 2011، ويكشف أن "أيادي" كانت لها دور في ترتيب تلك المرحلة. ويرى أن ترتيب الانتقال في تونس بعد هروب بن علي بقي مجهولا، وبدأت مرحلة جديدة فيها الكثير من العثرات، وعن ماذا حصل بعد ذلك من تكوين الهيئة العليا لحماية الثورة؟ يقول إنها رتبت الترتيبات العملية والقانونية لفترة الانتقال لمدة أشهر، وهي التي جاءت بقانون انتخابي "لم أسمع بمثيل له". ويتساءل مورو في شهادته عن الجهة التي جاءت بزيد وعمر إلى السلطة، وما السلطة التي يملكونها، ويشير إلى أن هناك يدا -لم يذكرها- جاءت بهؤلاء وستكشف الأيام عنها، ويعتقد أن من رتب الترتيب كان "موجها وموجها هو نفسه". ويكشف أن وثائق تم تهريبها وإحراقها في تلك الفترة تثبت الفساد المادي وحالات الاعتداء والتعذيب التي حصلت، مما يعني أن التونسيين ضاعت عليهم إمكانية إثبات الكثير من الحقوق، ولو وجدتَ المتضرر فلا تجد من سبّب له الضرر، ويخلص إلى أن "جزءا من الثورة بات مفرغا من محتواه". وعن هروب بن علي، يؤكد ضيف "شاهد على العصر" أن هذا الرجل قرر الهروب لأن هناك من خذله، ويرجع سبب اشتداد المظاهرات المناوئة له في تلك الفترة إلى المساندة التي وجدها الشباب التونسي عامة من الاتحاد العام التونسي للشغل ومن المحامين وكان هو بينهم. مورو والنهضة ورفض مورو الخوض في مسألة القطيعة مع حركة النهضة في فترة ما، وقال إنه لم يخطئ في حق الحركة وفي حق أعضائها، لكنه رفض الانضمام إلى التنظيم السري الذي شكلته العناصر التي خرجت من السجون، لأنه كان يريد العمل في العلن لا في السر، ومع ذلك فهو لم يتقرب من السلطة طوال بقائه داخل تونس، وظل متمسكا بمبادئ وقيم الحركة. ويتحدث في شهادته السادسة عشرة عن علاقته بالشيخ راشد الغنوشي الذي كان في الخارج، وكشف أنه اتصل به بعد هروب بن علي ليخبره بأن عليه العودة إلى تونس لأن البلاد دخلت في مرحلة جديدة، وهو ما حصل بالفعل، حيث رجع الغنوشي بعد أسبوعين من ذلك بعد أن رتبت الهيئة الحاكمة الجديدة لهذا الموضوع. ويضيف أنه لم يُدعَ إلى استقبال الغنوشي عند عودته، لكنه مع ذلك ذهب إليه في المطار، وبعد أسبوع زاره الغنوشي بنفسه حيث كان اللقاء بينهما حميميا واستعرض العشرة القديمة بينهما.