تعيش الأوساط الامنية باقليم الامن الوطني بالقصرين منذ اسابيع على وقع ما وصف بشبهات حول حادثة مداهمة وحدة امنية فجر يوم الجمعة 11 سبتمر الفارط لمستودع تابع لمهرب في مدينة سبيطلة وحجز كمية كبيرة من السجائر المهربة وعدم تسليمها كلها الى الديوانة للقيام بالاجراءات القانونية ثم ظهور تسريبات اخرى تشير الى انه تم تغيير نوعية السجائر المحجوزة من «مارلبورو» المرتفعة الثمن إلى «بين» الزهيدة السعر. وامام هذه الشبهات وغيرها التي رافقت الحادثة ومطالبة بعض الأمنيين بفتح تحقيق إداري حول ملابساتها وصل الامر الى التفقدية العامة للامن الوطني التي فتحت بحثا حولها وتولت في الايام الاخيرة الاستماع الى مسؤول امني ثم استمعت يوم الخميس الفارط الى ستة اعوان من فرقة الطريق العمومية ومحافظ الشرطة الذي كان يومها في مكتب الاستمرار. اعتداء بالعنف وقضية ولكن الامر تطور بعد ان اكد محافظ الشرطة المذكور تعرضه امس الاول الى اعتداء داخل مقر اقليم الامن الوطني بالقصرين ونقله الى المستشفى الجهوي للخضوع الى العلاج ومنحه شهادة طبية تتضمن راحة لمدة 12 يوما قبل ان يتوجه إلى قصر العدالة بالقصرين ويقدم عريضة إلى وكيل الجمهورية اتهم فيها مسؤولين أمنيين بالجهة بالاعتداء عليه وتهديده. عنف داخل مكتب مدير الإقليم؟ مباشرة اثر خروجه من قصر العدالة حرص الشاكي على الاتصال ب»الصباح» لإيصال صوته وتامين حياته من أي خطر قد يتهدده فقال لنا حرفيا: «بعد الشبهات والاتهامات التي وجهت لأعوان الوحدة التي نفذت المداهمة على مستودع مواد مهربة بسبيطلة وحجز كميات من السجائر وجهت إلى التفقدية العامة للأمن الوطني استدعاء للإدلاء بأقوالي حول الحادثة فتحولت إلى العاصمة يوم الخميس 8 أكتوبر الجاري وذكرت حقيقة ما وقع دون أن اخفي شيئا». وأضاف الشاكي:»بعد ظهر أمس الأول الجمعة وبينما كنت في إحدى المقاهي قدم رئيس فرقة الشرطة العدلية بالقصرين وقال لي أن مدير إقليم الأمن يطلبني فتحولت معه إلى مقر الإقليم وبمجرد دخولي إلى المكتب تم إغلاق الباب لأجد نفسي أمام مدير الإقليم ورئيس منطقة الأمن الوطني بالقصرين ورئيس فرقة الشرطة العدلية الذين تهجموا علي ووجهوا لي لوما شديدا حول البحث الذي أدليت به لأنه حسب قولهم ليس في صالحهم وأفادوني بان صديقا لهم من التفقدية (ذكروه لي بالاسم) أعلمهم بكل ما أدليت به وطلبوا مني التراجع عن الأقوال التي أدليت بها لدى التفقدية العامة وكتابة تقرير اذكر فيه أنني تعرضت إلى ضغوطات هناك حتى أدلي بكل ما قدمته من معطيات حول حادثة حجز السجائر المهربة، إلا أني رفضت فانهالوا علي ضربا وركلا مما تسبب لي في جروح وكدمات ثم مزقوا ثيابي». تهديد بالانتحار وواصل الشاكي سرد التفاصيل الخطيرة للواقعة فقال:»أمام الخطر الذي شعرت به اقتربت من نافذة المكتب وهددت بالانتحار وإلقاء نفسي منه فتراجعوا وفتحوا لي الباب فسارعت بالخروج والتوجه مباشرة إلى المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات وبعد أن منحني الأطباء شهادة طبية تتضمن راحة مدتها 12 يوما تحولت إلى وكيل الجمهورية بالقصرين وقدمت له عريضة ضد المعتدين وبينت له أنني أصبحت مهددا من طرفهم فقال لي بأنه سيفتح بحثا تحقيقيا حولها يوم الاثنين». تسريبات جديدة وقال:»اثر ذلك اتصلت بالمسؤول بالتفقدية العامة الذي قال لي المعتدون انه أطلعهم على محتوى بحثي وأعلمته بالأمر فنفى ذلك كليا وطلب مني القدوم يوم السبت (أمس) إلى العاصمة للاستماع إلي حول ما وقع لي». هذا وبعد ما حصل لمحافظ الشرطة المذكور فانه من المنتظر أن تشهد الأبحاث التي تقوم بها التفقدية العامة للأمن الوطني حول ما رافق حادثة حجز السجائر من شبهات واتهامات تطورات جديدة قد تؤدي إلى إعفاء كل من سيثبت تورطه فيها علما بان تسريبات أكدت أن كمية من السجائر المحجوزة تم التفريط فيها فضلا عن تغيير نوعية الكمية المحجوزة، وأكيد أن الحقيقة ستكشف قريبا. جريدة الصباح بتاريخ 11 أكتوبر 2015