نظرت المحكمة الابتدائية صفاقس 2 اليوم في قضية المتهمين في الأحداث التي شهدها المستشفى الجامعي الهادي شاكر في الآونة الأخيرة وقد كانت الجلسة طويلة وشاقة وتواصلت على امتداد ما لا يقل عن سبع ساعات. ومن المنتظر أن تصدر المحكمة قرارها بخصوص هذه القضية مساء اليوم إثر الإفطار. المتهمون في هذه القضية هم محمّد المصراتي وعصام المشّي وأحمد بن عيّاد ولطفي بن معلم الموجودون رهن الإيقاف إلى جانب عدد آخر من الأشخاص بعضهم في حالة سراح والبعض الآخر في حالة فرار. وقد تمّ خلال الجلسة استنطاق المتهمين الذين أنكروا التهم التي نسبت إليهم وتمسّكوا ببراءتهم. كما صرّح الموقوفون أنهم تعرّضوا إلى التعذيب واتهموا حزب النهضة باستخدام ميليشيات لاقتحام المستشفى الجامعي الهادي شاكر ومهاجمة المعتصمين به يوم الأربعاء 18 جويلية. وحضر الجلسة عدد كبير من المحامين – وجلهم من المتطوّعين – للدّفاع عن المتهمين واعتبر بعضهم المحاكمة سياسية بحتة وتهدف إلى خدمة بعض الأجندات التي تدخل في حسابات السّلطة التنفيذية. كما سجّل خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد العامّ التونسي للشّغل حضورهم في الجلسة وهم قاسم عيفية وعبد الكريم جراد وحفيظ حفيظ وسمير الشفي وأنور بن قدور.
حضور أمني مكثف الجلسة دارت بحضور مكثف للأمن والجيش الوطني داخل مقرّ المحكمة وفي محيطه. وقد تجمّعت حشود من النقابيّين والحقوقيّين وعدد هامّ من المنتمين لمكوّنات المجتمع المدني وللأحزاب السياسية داخل المحكمة وخارجها وقاموا بترديد عديد الشّعارات المساندة للاتحاد العامّ التونسي للشّغل مثل "عاش عاش الاتحاد أكبر قوّة في البلاد" و"بالرّوح بالدّم نفديك يا اتحاد". كما تمّ ترديد بعض الشّعارات الأخرى المساندة للمتهمين مثل "شادّين شادّين في سراح الموقوفين" إلى جانب ترديد شعارات مندّدة بسياسة الحكومة المؤقتة وبمساعي بعض الأطراف لضرب الاتحاد والتآمر عليه.