جلول يترأس الوزراء الخمس الأكثر شعبية. 52.4 بالمائة يعتبرون الوضع الاقتصادي في تدهور..والتشاؤم يزداد. تراجع التخوف من الارهاب ومن تهديد حرية التعبير. تونس-الصباح أنجزت مؤسسة "ايمرود" بالتعاون مع "دار الصباح" مقياس الشأن السياسي لشهر نوفمبر2015 الذي تم اعداد استطلاعه في الفترة المتراوحة بين 7و11 نوفمبر وشمل عينة مكونة من 1314 شخصا يمثلون نماذج سكانية من كل أنحاء الجمهورية وينتمون إلى 24 ولاية بما فيها المدن و الارياف. وقد تجاوزت أعمار المستجوبين ال 18 سنة وفق شرائح عمرية تمثل المجتمع من حيث التركيبة الديموغرافية، ووفقاً لمنهجية علمية متبعة في المعهدَ بهامش خطأ يقدر ب3 بالمائة تقريبا. وقد كشف الاستطلاع تهاوي شعبية الرئاسات الثلاث، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس نواب الشعب بشكل غير مسبوق.وقد بدا واضحا وجليا ان جملة من العوامل مجتمعة وأهمها الوضع الاقتصادي المتردي وأزمة "نداء تونس" ساهمت في انهيار أسهم الباجي قائد السبسي وحبيب الصيد ومحمد الناصر بصورة لم يسبق لها مثيل، بما يستنتج ان الفشل أثر على صورة المنظومة التي أفرزتها انتخابات اكتوبر 2014 برمتها. انهيار شعبية قائد السبسي فقد سجلت اسهم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تراجعا ب 12 نقطة مقارنة بشهر سبتمبر الماضي حيث أكد 41,1 بالمائة من العينة المستجوبة رضاءهم عن أدائه بعد ان كانوا في حدود 53,4 بالمائة في سبتمبر الماضي و52,1 بالمائة خلال جويلية الماضي.وهذا التراجع الذي بلغ حد التهاوي لم يكن مفاجئا بقدر ما كان منتظرا من أغلب المتابعين للشأن الوطني في ظل الأوضاع المتردية بالبلاد والفشل في تحقيق تطلعات التونسيين .ويبدو ان الأزمة التي تعصف بحزب "نداء تونس" قد أثرت على شعبية قائد السبسي باعتباره ظل مترددا ولم يتخذ قرارات حاسمة من شأنها وضع حد للصراعات التي تعصف بالحزب منذ أشهر رغم درايته بتداعياتها الخطيرة على استقرار البلاد. وبعيدا عن الانشقاقات التي يشهدها الحزب الذي أسسه وضبابية مواقفه من الصراع بين الشقين المتنازعين فقد وجهت الى رئيس الجمهورية عديد الانتقادات أدت الى تهاوي شعبيته بشكل غير مسبوق. حبيب الصيد "يتهاوى" رئيس الحكومة حبيب الصيد "تهاوى" رصيده الشعبي هو الآخر،اذ سجلت أسهمه "انهيارا" لافتا بلغ 12 نقطة مقارنة بآخر استطلاع ،فقد عبر38,2 بالمائة من المستجوبين عن رضاهم عن آدائه بعد ان كانت النسبة 50,3 بالمائة في سبتمبر الماضي.وبدا جليا ان فشل الحكومة في تحقيق وعودها ومعالجة الملفات الحارقة وعجزها عن ايجاد الحلول للأزمة الاقتصادية قد أدى الى فقدان الثقة تدريجيا في رئيس الحكومة حبيب الصيد الذي وحتى ان تحرك في مختلف الاتجاهات فانه فشل في تغيير الواقع المزري والمتردي مما زاد التونسيين احباطا ويأسا. وتراجع شعبية رئيس الحكومة عمق الهوة التي تفصله عن سابقه مهدي جمعة التي بلغت 65 بالمائة في جانفي 2015 يليه حمادي الجبالي بنسبة 61,4 بالمائة في مارس 2012 محمد الناصر والتراجع المفهوم وفي تقييمهم لآداء رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر عبر 30,3 بالمائة من المستجوبين عن رضائهم عن أدائه ليسجل بذلك تراجعا لافتا بعد ان كانت النسبة 38,2 بالمائة في سبتمبر الماضي و31,5 بالمائة في جويلية الماضي و 33 بالمائة في ماي الماضي .وقد يكون هذا التراجع مفهوما بعد اهتزاز صورة مجلس النواب في ظل التجاذبات بين مختلف الكتل وفشل الناصر في التوصل الى حل الخلافات بين شقي حافظ قائد السبسي ومحسن مرزوق بل ان اعلان 32 نائبا استقالتهم من من كتلة "نداء تونس" قد يكون عكس هو الآخر فشل رئيس الحزب في رأب الصدع واذابة الجليد بين الطرفين وهو ما اثر على شعبيته لدى فئة كبيرة من التونسيين. ورغم التجربة في ادارة الجلسات ودوره في تقريب وجهات النظر والتوافق حول عديد الملفات التي طرحت تحت قبة البرلمان يبدو ان البعض لم يهضم بعد التداخل بين مهمته الحزبية على رأس "النداء" ومنصبه في رئاسة المجلس. ناجي جلول ..مرة أخرى وفي تقييمهم لأداء الوزراء الخمسة الأوائل واصل وزير التربية ناجي جلول صعوده حيث اعتبر 23 بالمائة من المستجوبين انه الافضل يليه سعيد العايدي ب11,3 بالمائة في المرتبة الثانية ثم وزير الداخلية ناجم الغرسلي في المرتبة الثالثة ب10,9بالمائة بينما احتل وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي ياسين ابراهيم المرتبة الرابعة بنسبة 4,3 بالمائة يليه وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ ب 3,9 بالمائة.وهكذا ابتعد كل من وزير الدفاع فرحات الحرشاني ووزير الخارجية الطيب البكوش عن دائرة الخمسة الأوائل. ولئن يبدو اختيار ناجي جلول منطقيا لاهمية الجهد الذي قام به داخل وزارة التربية ويبدو كذلك الرضا على سعيد العايدي غير مفاجئ لتحركاته في مختلف الاتجاهات فان البعض قد يطرح أكثر من سؤال حول صعود ياسين ابراهيم الذي وجهت اليه عديد الانتقادات على خلفية ضجة عقد بنك "لازارد" .ويطرح كذلك اكثر من سؤال حول عثمان بطيخ الذي رشقته سهام المناصرين للأيمة المعزولين الذين شككوا في السياسة التي تتبعها وزارة الشؤون الدينية. أزمة "نداء تونس" ..والنهضة المستفيد واجابة عن سؤال حول "الأحزاب التي تمر بأزمة في الوقت الراهن" اشار 40,6 بالمائة من المستجوبين الى "نداء تونس" و2,6 بالمائة لحركة النهضة فيما اكد 20,9 بالمائة ان كل الاحزاب تعصف بها الازمات في وقت لم يجب 31,6 بالمائة عن هذا السؤال. ومن المنطقي ان تلقي أزمة "نداء تونس" وصراعات شقيه بظلالها على الشأن الوطني باعتبار تداعياتها الخطيرة على استقرار البلاد في هذه المرحلة الدقيقة وتأثيرها على المشهد السياسي برمته وهي أزمة هزت صورة الأحزاب لدى التونسيين عموما ومن شأنها ان تنفر التونسي أكثر من الشأن السياسي. وفي وقت اكد 40 بالمائة من المستجوبين ان النهضة هي المستفيد من أزمة "النداء" واعتبر 4,8 بالمائة ان الجبهة الشعبية هي المستفيد الاول اجمع 33,6 بالمائة على ان كل الاحزاب بمختلف تلويناتها ستستفيد من هذه الازمة التي تتعمق أكثر مع كل يوم جديد فيما اشار 31,2 بالمائة انه ليس لهم رأي في الموضوع. تراجع الخطر الارهابي بعد ارتفاع مؤشر الخطر الارهابي الى حدود 67,5 بالمائة في جويلية الماضي وتراجعه النسبي الى حدود 59,4 بالمائة في سبتمبر الماضي سجل تراجعا كبيرا خلال نوفمبر بلغ 40,6 بالمائة ،ومن البديهي ان يتراجع هذا المؤشر في ظل تحسن الأوضاع الأمنية نسبيا ونجاعة العمليات الاستباقية التي مكنت من ايقاف عناصر عشرات الخلايا وضرب الارهابيين في أوكارهم في عديد المناطق. أما عن المؤشر الاقتصادي فقد اشار 52,2 بالمائة من المستجوبين ان الحالة الاقتصادية "قاعدة تتدهور" بينما يرى 24,7 بالمائة ان الوضع بصدد التحسن وهي مخاوف مشروعة في ظل الأزمة التي مازال يتخبط فيها الاقتصاد التونسي وعجز الحكومة على معالجة الملفات الحارقة وعجزها على ايجاد حلول حقيقية للمشاريع المعطلة والتشغيل. حرية التعبير مهددة وفي سياق آخر أكد 44,4 بالمائة من المستجوبين ان حرية الرأي والتعبير مهددة بعد ان رأى 41 بالمائة منهم خلال نفس الراي خلال جويلية الماضي و50,4 بالمائة في سبتمبر الماضي ،ورغم الانخفاض فان المخاوف من المخاطر التي مازالت تهدد حرية الرأي والتعبير لا تزال قائمة. تراجع مؤشر التفاؤل وعلى صعيد آخر تراجع مؤشر التفاؤل لدى التونسيين الى نفس مستوى ما بعد حادثة سوسة اذ بلغ 68,7 بالمائة بعد ان كان 70,3 بالمائة في سبتمبر الماضي و 68,9 بالمائة في جويلية الماضي وفي المقابل أكد 23,6 بالمائة تشاؤمهم وهي ارقام تعكس احباط ويأس التونسيين في ظل الوضع المتأزم على جميع المستويات.