من 31 أكتوبر المنقضي الى 14 نوفمبر الجاري ..عاش العالم على وقع سلسلة رهيبة من الاعتداءات المحسوبة على تنظيمات ارهابية التي بدأت بسقوط الطائرة الروسية وعلى متنها الحياة 224 شخصا مرورا باعتداءات متفرقة اهمها ما شهدته الضاحية الجنوبية لبيروت في تفجيرين خلفا 43 قتيلا وحوالي 200 جريحا دون ان نسى قطع الطفل رأس راعي الغنم أمس الجمعة بجبل مغيلة على حدود ولايتي القصرين وسيدي بوزيد (فقطع راس طفل وارساله لعائلته هو قمة البشاعة الارهابية ) انتهاء الى هجوم باريس الذي خلف الى حد الان اكثر من 120 قتيلا وعدد غير معلوم من الجرحى . ولم تكن بصمات الجماعات الإسلامية المتطرفة خافيا عما جرى اذ بادرت تغريدة لتنظيم داعش بسيناء مرفوقة بفيديو تبني تفجير الطائرة الروسية وهو ما بدأت تأكده شيئا فشيئا جهات رسمية دولية ومصادر من داخل لجنة التحقيق ..واعلن نفس الشيء في بيان لداعش تعليقا على ما جرى في بيروت وبالتوازي تيقن مبدئيا أن قطع راس راعي الغنم الطفل وراءه تنظيم عقبة ابن نافع الارهابي ولا يستبعد ان يكون هجوم باريس كذلك ففي قراءة أولية فان هجوم باريس كشفت عدة معطيات يستوجب التوقف عندها أهمها أن : - الجماعات المتطرفة تخلت عن ما اصطلح على تسميتها بعمليات الذئاب المنفردة لتدخل مرحلة جديدة يذهب فيها التخطيط بعيدا اذ تم التنسيق بين مجموعة كبيرة هاجمت ( مبدئيا هناك ما لا يقل عن 8 أشخاص وعشرات نظريا لتقديم المد اللوجستي ) نقاطا مختلفة بشكل متزامن بغاية ادخال البلبلة والفوضى والخوف في صفوف المواطنين والسياح والارباك في صفوف الامنيين والتوتر في الطبقة السياسية - الجماعات توجهت لرأس السلطة مباشرة في محاولة يائسة لضرب رئيس الدولة فرنسوا هولاند عندما كان رفقة وزيره للداخلية يشاهدان مقابلة بين الفريقين الفرنسي والالماني بإستاد دي فرانس وكانوا يخططون لاستقبال الخارجين منهم فرارا من الملعب بوابل من الرصاص الا ان ردة الفعل جعلتهم يهاجمون مطعما مجاورا - الجماعات اختارت كذلك أهدافها بدقة فالهجوم على مطعم نهج بيشا الذي شهد أول تحرك لضرب المقاومة الجزائرية بفرنسا وشارع فولتير رمز الحرية والانفتاح وقاعة باتكلان رمز التحرر والابداع يحمل من الرمزية الكثير - الجامعات ارادت بضربها باريس ضرب اكبر وجهة عالمية للسياحة وبالتالي ضرب الاقتصاد الفرنسي على غرار ما خططوا له في تونس وهو نفس التخطيط الذي استهدف بضرب الطائرة الروسية وعموما فان الاحداث التي جاءت خلال الاسبوعين الاخيرين بما فيها من نجاحات على غرار احباط التحضير لعمليات ارهابية كتلك المتعلقة بالسيارتين المفخختين اللتين ضبطتا بتطاوين والقبض على مجموعة سوسة يكشف أن الارهاب اختار أن يمر الى درجة اعلى في ضرب الانظمة والجهات المناهضة لها وهو يعني كذلك ان الخلايا النائمة او الافراد الذين تشبعوا بالفكر الارهابي وتنقصهم شجاعة التنفيذ ستتحرك في عمليات انفرادية قد تكون في شكل دهس بالسيارات أو طعن أو تفجير أو ما الى ذلك ..فالقادم يبدو أسوأ والتيقظ واجب