ذكرت صحيفة "البيان" الامارتية أن الإسلاميين في تونس قرروا ترشيح راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وزعيمها التاريخي لرئاسة البلاد في الانتخابات المزمع تنظيمها في مارس 2013. وقالت الصحيفة لم يعد خافيا على المهتمين بالشأن التونسي أن حركة النهضة الإسلامية الحاكمة تعدّ العدة لفترة طويلة من حكم البلاد، مدعومة في ذلك بتحالفها الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة ومع أطراف أخرى فاعلة في صناعة سيناريو الربيع العربي وما وراءه من خطط لإعادة تشكيل الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة . وقالت ايضا إن راشد الغنوشي الذي ترشح لرئاسة الحركة أثناء مؤتمرها التاسع المنعقد مؤخرا بعد أن سبق له الإعلان عن تخليه عن هذا المنصب والاهتمام بدور فكري وإرشادي على مستوى أوسع ، ويأتي تراجعه عن قراره السابق في ظل تطورات جديدة وإعادة كتابة سيناريو التحول السياسي في المنطقة من قبل الحلفاء الرئيسيين المشاركين في صياغة التحولات الجذرية التي تشهدها المنطقة العربية». ويرى المراقبون بحسب الصحيفة أن الغنوشي قد تلقى الضوء الأخضر للاستعداد لتولي منصب رئيس الجمهورية في تونس ليكون أول رئيس من تنظيم الأخوان المسلمين يرأس تونس ودولة في المغرب العربي وثاني رئيس من التنظيم بعد الرئيس المصري محمد مرسي يتولى رئاسة دولة عربية، معتبرين أن حركة النهضة الإسلامية في طريقها إلى الهيمنة التامة على مقاليد الحكم في البلاد من خلال رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية معا. وكان وليد البناني أحد نواب حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي أعلن أن رئيس الدولة المقبل سيكون من حركة النهضة ، وهو ما فسّره الملاحظون على أنه توجيه لقواعد الحزب الحاكم بالاستعداد لمرحلة الحكم المطلق للبلاد، في حين ساءت العلاقة بين حركة النهضة والمنصف المرزوقي إلى درجة لم تعد خافية على أحد ، حيث بات من شبه المؤكد أن حركة النهضة حسمت أمرها في أن تكون في حل من كل تحالف مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية خلال الانتخابات المقبلة حيث أصبح المرزوقي في شبه عزلة سياسية بعد تفكك حزبه إلى تيارات مختلفة .