أنجزت مؤسسة "ايمرود" بالتعاون مع "دارالصباح" استطلاعا حول موقف التونسيين من العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة الأمن الرئاسي بشارع محمد الخامس، تم إعداده في الفترة المتراوحة بين 26 و29 نوفمبر المنقضي وشمل عينة مكونة من 1300 شخص يمثلون نماذج سكانية من كل أنحاء الجمهورية وينتمون إلى 24 ولاية بما فيها المدن والأرياف. وقد تجاوزت أعمار المستجوبين ال 18 سنة وفق شرائح عمرية تمثل المجتمع من حيث التركيبة الديمغرافية، ووفقاً لمنهجية علمية متبعة في المعهدَ بهامش خطأ يقدر ب 3 بالمائة تقريبا . وكشف الاستطلاع ارتفاع مؤشر الخطر الارهابي لدى التونسيين بشكل غير مسبوق بعد العملية الارهابية الاخيرة، وتفهم اغلب التونسيين لقرار اعلان حالة الطوارئ ومختلف الاجراءات الأمنية التي تم اتخاذها لمكافحة الارهاب. ارتفاع الخطر الارهابي بعد تراجعه الى حدود 40,6 بالمائة في النصف الاول من نوفمبر الماضي وتراجعه النسبي الى حدود 59,4 بالمائة في سبتمبر الماضي سجل مؤشر الخطر الارهابي ارتفاعا قياسيا بعد عملية حافلة الامن الرئاسي بلغ 76,8 بالمائة،متجاوزا بذلك حدود ما بلغه خلال عملية باردو 69,8 بالمائة وعملية سوسة القنطاوي 67,5 بالمائة . ومن المنطقي ان يرتفع هذا المؤشر بعد عملية شارع محمد الخامس التي راح ضحيتها 12 شهيدا من الأمن الرئاسي اثر عملية تفجير نوعية لم يعهدها الشارع التونسي،وهي عملية جبانة أثبتت مرور الجماعات الارهابية الى مرحلة الارباك داخل المدن،في سيناريو وان كان متوقعا بعد التهديدات الجدية والإجراءات الأمنية المشددة التي عاشت على وقعها العاصمة،فانه أثار مخاوف التونسيين . غضب..قلق..حزن وخوف وإجابة عن سؤال حول الشعور الذي طغى على التونسيين بعد العملية التي استهدفت حافلة الأمن الرئاسي بشارع محمد الخامس قال 23,5 بالمائة من المستجوبين انهم شعروا بالغضب، وأكد 21,20 بالمائة منهم انهم شعروا بالتضامن والالتفاف حول راية تونس، فيما شعر 18,50 بالمائة بالقلق و18,20 بالمائة بالحزن و16,80 بالمائة بالخوف. وان كان الشعور بالغضب والقلق والحزن طبيعيا بعد عملية جبانة راح ضحيتها 12 شهيدا من الامن الرئاسي،فانه ليس غريبا ان لا يشعر أغلبية التونسيين بالخوف باعتبار انهم تحدوا الارهاب وكل المخاطر الامنية حتى بعد عملية إرهابية نوعية،اذ واصلوا حياتهم بشكل طبيعي في مختلف الفضاءات التجارية والمؤسسات التربوية وغيرها، بل ان عروض أيام قرطاج السينمائية شهدت حضورا جماهيريا قياسيا بعد العملية الارهابية في رسالة تحدي واضحة للإرهابيين مغزاها ان «إرهابكم لا يخيفنا». أداء ضعيف للحكومة وفي سياق آخر اعتبر 49,4 بالمائة من العينة المستجوبة ان أداء حكومة حبيب الصيد يعد ضعيفا خصوصا في التصدي للمخاطر الارهابية في ظل فشلها في وضع حد للعمليات الارهابية التي مازالت تلقي بظلالها سلبا على الوضع العام بالبلاد. ويبدو ان عدم نجاعة الحكومة في التصدي للإرهاب يعود أساسا الى غياب استراتيجية واضحة لمكافحة الارهاب وفشلها في عقد المؤتمر الوطني لمكافحة الارهاب الذي بات مطلبا ملحا لكافة القوى السياسية والمنظمات الوطنية وعموم الشعب التونسي. وفي المقابل،وان أشار 21,6 بالمائة من المستجوبين ان اداء الحكومة في التصدي للإرهاب متوسط فقد أكد 18,1 بالمائة منهم ان أداءها ناجع، في ظل المجهودات الأمنية ونجاح عديد العمليات الاستباقية التي أطاحت بعشرات الخلايا الارهابية ومكنت من كشف مخازن للأسلحة بسوسة ومدنين ومنزل بورقيبة وغيرها. مساندة اعلان حالة الطوارئ وعبر80 بالمائة من المستجوبين عن مساندتهم قرار اعلان حالة الطوارئ باعتبار الوضع الأمني الاستثنائي الذي تعيشه تونس والمخاطر الارهابية الداخلية والخارجية التي مازالت تهدد أمن البلاد،وما تستوجبه من اجراءات تسهل مهمة الوحدات الامنية والعسكرية في عملياتها في مكافحة الارهاب وملاحقة الارهابيين أينما كانوا . ومقابل هذه الفئة عبر 15 بالمائة من العينة المستجوبة عن رفضهم مساندة قرار اعلان رئيس الجمهورية حالة الطوارئ بدعوى ان الإجراءات المتبعة خلال حالة الطوارئ من شأنها التضييق على الحريات والمس بالحقوق التي نص عليها الدستور وفق بعضهم. اجراءات واقتراحات وفي تقييمهم للإجراءات التي اتخذها المجلس الأعلى للأمن القومي اعتبر 49,3 بالمائة من المستجوبين على انها ليست كافية لإعلان الحرب على الإرهاب وفي المقابل اكد 30,8 بالمائة منهم انها كافية،فيما أشار 19,9 بالمائة الى انهم ليس لهم رأي . ولإضفاء نجاعة أكثر على عملية الحرب على الارهاب اقترح 57,1 بالمائة من المستجوبين تكثيف الامن ،36,3 بالمائة تسليط اقصى عقوبة على منفذي العمليات الارهابية،31,4 بالمائة احداث نقاط تفتيش في الاماكن الحساسة،30,2 بالمائة غلق الحدود مع ليبيا ،30 بالمائة التحسيس والتوعية ،26,6 بالمائة تفعيل قانون الإرهاب،26,4 بالمائة تشريك المجتمع المدني ودعا 22,7 بالمائة الى الاحاطة بالفئات الضعيفة. وعكست هذه الاقتراحات وعي مختلف الفئات بالظرف الدقيق الذي تمر به البلاد والمخاطر التي تواجهها وما تقتضيه من إجراءات لإحباط المخططات الإرهابية . محمد صالح الربعاوي جريدة الصباح بتاريخ 02 دسيمبر 2015