كشفت مصادر متابعة للملف الليبي، أن العمليات العسكرية الغربية ضد معاقل "داعش" مرتقبة في غضون شهر إلى 45 يوما من الآن، حسب ما تسرب من معلومات. وأكدت المصادر أن ما كان يعيق التدخل العسكري هو تشكيل حكومة التوافق الوطني، التي تحظى بدعم دولي وأممي واعتراف مجلس الأمن، ومن خلال الحكومة سيتم دعوة المجتمع الدولي إلى التدخل العسكري في ليبيا بعد استكمال كافة التحضيرات المادية للعمليات الجوية على معاقل التنظيم في ليبيا، وسيقود التدخل الجوي في ليبيا، كل من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، بدعم لوجيستي من دول الجوار. وبالموازاة مع ذلك، علمت "الشروق"، أن أبا بكر البغدادي عين مؤخرا أميرا جديدا للتنظيم في الأراضي الليبية، بعد مقتل الأمير السابق أبو نبيل الأنباري في غارة جوية للقوات الأمريكية في ليبيا، ويتعلق الأمر بأبي عامر السعودي، وهو سعودي الجنسية غير معروف سابقا في النشاط بالجماعات الإرهابية، وأحد المقربين من آبي بكر البغدادي بمساعدة أبي عزام الليبي وأبي عبد الله المصري وحسين الكرامي، وتم اعتماد إجراءات أمنية مدققة، حيث يُمنع حتى على عناصر "داعش" التعرّف عليه أو رؤيته أو التعامل معه، ولا يظهر بوجهه إلا لشخصين وهما مساعداه، وشوهد مرّة واحدة في مستشفى ابن سينا في سرت. ويأتي تعيين أمير جديد للتنظيم كمؤشر آخر ل"داعش" يخص الاستقرار في ليبيا وتأمين أماكن لقيادات التنظيم إن اشتدّ عليها الخناق في سوريا والعراق بفضل التدخُّل الروسي والنجاحات التي يحققها الجيش السوري، ويقول الأستاذ والخبير الأمني محمد خواجة، إن جنسية الأمير الجديد للتنظيم لا يعني شيئا بالنسبة إليه، لأن التنظيم يعمل وفق رؤيته ولا يعترف بالجنسيات ويحمل "لواء أمة كاملة" وليس دولة، كما تقول أدبياتُه، وبالتالي يعين سعوديا هنا ويمنيا هناك وتونسيا في سوريا، أمر عادي بالنسبة ل"داعش". وأردف الدكتور خواجة أن التنظيم يواجه حرب نفوذ وتمركز، ويقود حرب استيطان في ليبيا، للتمكين ل"دولته" وتوفير ملاذٍ آمن لقياداته، كونه يتراجع في سوريا والعراق، ومنذ مدة وهو يهيِّئ لمكان بديل في ليبيا مستغلا تدهور وانهيار الدولة والمنظومة الأمنية، وأضاف المتحدث أن الوضع الراهن في تونس لن يغري "داعش" في ليبيا للتوسع لأنه يخوض معركة أهم على المسرح الليبي، وهي معركة الهلال النفطي، وهي أهمّ له من التمدّد في تونس، كونها تحقق له مكاسب مالية رغم الوضع المتردي والمهيأ في تونس بعد هذه الاضطرابات. (الشروق الجزائرية)