مثل استعراض الاسباب الايديولوجية خاصة منها الفكرية والعقائدية والاجتماعية، التي تساهم في تنامي التطرف وتقويض مؤسسات الدولة المدنية ومرتكزات المشروع المجتمعي المعاصر، أبرز محاور الندوة الفكرية التي التأمت اليوم السبت بالعاصمة، بمبادرة من المجلس النقابي الوطني للائمة وإطارات المساجد، تحت عنوان "مقاربة الائمة في معالجة ظاهرة الارهاب"، بحضور أئمة وجامعيين وخبراء في المسألة الارهابية. وتطرق سامي البراهمي، الباحث الاكاديمي بالمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، الى الجذور الفكرية لظاهرة الارهاب، فبين ان التطرف الديني يستند بالاساس على الاوهام والعوائق المعرفية في التعامل مع النصوص المرجعية واستنباط المفاهيم. وأوضح ان المتطرف ينحرف نحو "النظرية المغلقة" بسبب ما يعتبره وهما في تطبيق ماهو نظري على ارض الواقع، بعيدا عن المقاصد الحقيقية للمفاهيم وبمنأى عن كل اجتهاد واصلاح يقتضيه السياق التريخي. ولاحظ أن الفكر الارهابي المتطرف قد انتعش من التوظيف السياسي لهذه الظاهرة، ومن التجاذبات القائمة بين الفرقاء السياسيين، مؤكدا الحاجة الملحة الى «علمنة الشان الديني وتكريس الفكر المتجدد». كما سلط الباحث الضوء، على الجوانب النفسية والاجتماعية التي تدفع الى الانخراط في المنظومة الارهابية، فذكر بان علماء اجتماع الظاهرة الدينية، اجمعوا على ان المشمولين بالتهميش الاجتماعي والتصحر الثقافي، هم الاكثر هشاشة وبالتالي تقبلا للفكر الارهابي. من جهته، أكد رضا الجوادي، الكاتب العام المساعد للمجلس النقابي الوطني للائمة واطارات المساجد، أن عمل الائمة يدخل في صميم التثقيف الديني لمقاومة الارهاب، نظرا لما يمثله من خطورة على السلم الاجتماعية، داعيا الى تطوير الإطار التشريعي المتعلق بالمساجد وفقا لمقتضيات الدستور. وأبرز ضرورة ان يقوم الخطاب الديني على الاعتدال ومقاومة الفكر التكفيري العبثي، وترسيخ ثقافة الاختلاف والتسامح بمنأى عن الايديولوجيات التحريضية والتجاذبات الحزبية الضيقة. تجدر الاشارة، الى ان المجلس النقابي الوطني للائمة وإطارات المساجد، ينضوي تحت المنظمة التونسية للشغل.