دعا وزير الشؤون الدينية منير التليلي في مداخلة قدمها اليوم الاحد في اطار ندوة فكرية بقابس أئمة المساجد الى نشر الوعي بقيم الحرية والكرامة وترسيخ مفهوم المواطنة ومواجهة خطاب الاحباط واليأس بنشر ثقافة التفاؤل والامل باعتبارها قيمة اسلامية وخلقا اسلاميا أصيلا. كما أبرز خلال هذه الندوة التي نظمتها الجمعية التونسية لائمة المساجد بقابس حول دور الامام في انجاح المسار الانتقالي أهمية الدور الموكول للائمة في مواجهة خطاب الكراهية وفي نشر ثقافة المشاركة والتنافس النزيه ومقاومة الارهاب والعنف والتطرف. وشدد التليلي على أن خطر الارهاب والعنف يعتبر من أكبر المخاطر والتحديات التي تواجه البلاد اليوم وتهدد مستقبل ابنائها مما يدعو الجميع الى التوحد في مواجهة هذا الخطر. وأكد الوزير في مداخلته أن الاطار المسجدي عانى من تهميش كامل طيلة العقود الماضية مما ترتب عنه ضعف فادح في أهم أركان الخطابة وهما محتوى الخطبة وكيفية التواصل مع الاخر. ولفت في نفس السياق الى انسحاب عدد كبير من أئمة الخطابة بعد قيام الثورة مباشرة وانزال المصلين للعديد منهم من فوق المنابر. وقال منير التليلي ان الوزارة سعت في الفترات الاخيرة الى معالجة مظاهر الضعف والوهن في الخطاب الديني والى ترشيده انطلاقا من دورات تكوينية متلاحقة لفائدة الائمة الخطباء. وأوضح أن الوزارة ستعمل في الايام القريبة القادمة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي على بعث معهد عال للخطابة والارشاد في مختلف أرجاء البلاد لنشر فكر قوامه الفهم الصحيح للدين الاسلامي ولمقاصده السمحة. وقد تضمنت اشغال هذه الندوة التي شارك فيها عدد كبير من الائمة من ولايات الجنوب والوسط والشمال الغربي تقديم مداخلة حول الموقف الشرعي من الانتخابات ومداخلة ثانية بعنوان "الحرية من أصول السياسة والحكم في الفكر الاسلامي". وبمناسبة تحوله الى قابس زار وزير الشؤون الدينية المدرسة القرانية التي يتم انجازها بسيدي أبي لبابة ومقر الادارة الجهوية للشؤون الدينية حيث عاين عن قرب ظروف العمل بهذا المقر الوقتي. (وات)