أصدر صباح اليوم الاثنين رضا بلحاج بيانا أعلن فيه عن استقالته من منصبه كمدير للديوان الرئاسي. وفي ما يل البيان الصادر عن بلحاج: "تشرفت صباح اليوم بلقاء السيد الرئيس،وصارحت سيادته بان مهمتي كمدير لديوانه قد استكملت أهدافها واني قد قررت أخذ مهلة تفكير تمهيدا لعودتي الى الشّأن العام والعمل السياسي. وقد شكرت سيادة الرئيس على تفهمه لموقفي، وأكدت لسيادته بقائي على ذمة الدولة والوطن وتمنيت له مزيد التوفيق والنجاح في قيادة تونس من اجل استكمال البناء الديمقراطي وتحقيق الاستقرار الاجتماعي." ويطرح نص اعلان استقالة رضا بلحاج من مهامه كمدير ديوان رئاسي أكثر من تساؤل، فمن الجملة الأولى هناك أكثر من سؤال يفرض نفسه، فما معنى أن يتشرف مدير ديوان رئاسي بلقاء رئيسه، في حين من المفروض هو أقرب شخص إليه يلتقيه ويتصل به في كل وقت وبدون موعد مسبق. فهل معنى هذا أن رضا بلحاج كان ممنوعا من لقاء رئيس الجمهورية، أم أن هذه الجملة وردت حشوا وبلا معنى؟ ثاني التساؤلات تتعلق بأهداف خطة مدير ديوان رئاسي، فإلى حد علمنا فإن هذه الخطة لا تستوجب ضبط أهداف ومرامي، فهي بمثابة السكرتارية العامة لرئيس الجمهورية تدير شأن الديوان وتنسق أعماله وأنشطته وتحيل ملفاته للرئيس، فهل يعني ذلك تعيينه في تلك الخطة لها أهداف أخرى غير أهداف إدارة مؤسسة الرئاسة؟ وهل لتلك الأهداف علاقة بالدور الذي لعبه رضا بلحاج في حزب نداء تونس ولما تردد من كونه كان يسدي تعليمات الرئيس لأعضاء الحزب وينفّذ ما يخطط له سيما وان قرار الاستقالة مرتبط بنيته التفرغ للعمل السياسي بعد ان استقر له امر الحزب وفق ما أراد وأراد من معه ليحيط بهم المريدون وينفرهم المعارضون. ومهما يكن من أمر فإن استقالة رضا بلحاج كانت منتظرة وأكثر المستفيدين منها هو رئيس الجمهورية الذي بإبعاده مدير ديوانه الرئاسي خفف من وطأة الضغط عليه الذي انطلق منذ أن وضع رضا بلحاج "أنفه" في الخلاف داخل الحزب والذي تواصل إلى حد أصبح فيه طرفا من الأطراف المتناحرة.. وقد انتهى الأمر بأن أصبح تواجده يمثل تداخلا بين إدارة الديوان الرئاسي وتمثيله للحزب لدى رئاسة الحكومة بعد أن ظهر في صور عدة في اجتماعات برئاسة الحكومة. ختاما يمكن القول ان الباجي قائد السبسي الذي لا يختلف في شيء عن كبار القياديين هو "آكل رجال".