يقدم الكوريغرافي حافظ زليط عمله الجديد "عروق الرمل" بالمركب الثقافي بتطاوين يوم 20 فيفري الجاري , ويعتبر العرض وهو مدعم من طرف وزارة الثقافة كما يصرح منجزه عبارة عن مشهدية راقصة بالأساس تعتمد على حبكة دراميّة متناقضة بين طرفي صراع الإنسان و الطبيعة، محوره الوجود ( الروح أي الإنسان) و فضائه الصحراء. لتكون بمثابة الفرجة الحيّة والمباشرة يتم الاعتماد خلالها على لغة البدو. في إطار السعي إلى خلق لعبة دراميّة راقصة أصيلة في مفرداتها أقرب للعروض التراجديّة الحيّة بأسلوب معاصر تعتمد الرقص و الموسيقى و الشعر البدوي كمحامل أساسية للعرض. للتعبير عن عالم رمزي و سحري ، عالم يمتزج فيه المنطوق الحركي بالمسموع الطبيعي من مؤثّرات صوتيّة مأخوذة من المحيط الطبيعي للعرض.. ويشير حافظ زليط أن هذا العرض يأتي امتدادا لمواصلة مشروع التجريب الأدائي الذي طبع أهم أعماله السابقة و ذلك بالإنفتاح على رؤية كوريغرافية معاصرة تبحث عن تطوير كتابة ذاتية تنهل من المحلّي و تهتم بفرداته الفنّيةو الإنفتاح على الموروث الثقافي و الحضاري الصحراوي لتطوير أساليب سردية محلية لتأصيل تجربة كوريغرافية جديدة برؤية إنسانية بعيدا عن النضرة الفلكلورية الممجوجة وبالتالي يتنزل في إطار البحث في جماليات محليّة « مثيولوجيا الصحراء» و لكن برؤية جدّ معاصرة تحققّ هويّة سرديّة متفرّدة. تستلهم من المكوّنات البيئية الصحراوية و أيضا تميط اللّثام عن بشريّة احتجبت دائما وراء اللّثام "الطوارق" وبالتالي إماطة اللّثام عن أسطورة تستقي أبعادها الرّمزية من الفضاء البيئي و الإنساني لصحراء شمال إفريقيا. و هو نبش لإبراز الطبيعة الطوطميّة للإنسان المعاصر بأسلوب غرائبي يمتزج فيه السحري والغرائبي بالرّمزي .