قال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي شرع اليوم الخميس في زيارة دولة الى الكنفدرالية السويسرية ان "تونس تحبذ التعاون مع سويسرا لأنه غير مرتبط بشروط سياسية نظرا للطابع الحيادي للدولة السويسرية التي لا تفرض شروطا مسبقة على الآخرين". وذكر في حوار ادلى به الى الشبكة الاخبارية "سويس انفو" عشية هذه الزيارة بان سويسرا كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال تونس، مشيرا الى ان مقر السفارة السويسرية الواقع في قلب القصر الرئاسي يعد دليلا قويا على متانة العلاقة بين البلدين، وهي السفارة الوحيدة الموجودة داخل الفضاء الخاص برئاسة الجمهورية. وفي رده على سؤال حول الضربات العسكرية التي يحتمل أن توجّهها دول أوروبية وغربية إلى "داعش" في ليبيا قال رئيس الجمهورية ان "هذه الضربات إذا لم تكن مدروسة وبدون تقديم تطمينات فعلية لتونس بوسائل مختلفة من قبل الغربيين، فإن ذلك من شأنه أن يزيد من تعقيد أوضاعنا الداخلية ، وقد يؤدي ذلك إلى تعميم المخاطر" . واكد في هذا الحديث الذي ورد اليوم الخميس على الصفحة الرسمية لشبكة "سويس انفو" أن "الضربات العسكرية داخل ليبيا أمر وارد، ولكن لم يتم تحديد تاريخ البدء في هذه العمليات، والجميع في حالة ترقب لما ستسفر عنه العملية السياسية وما سيترتب عن تكوين الحكومة الإئتلافية الليبية" واضاف في هذا الصدد قوله "ان أفضل الحلول هو قيام حكومة ائتلافية مثل التي تم الإعلان عنها ولكن إذا لم ينجح هذا الحل أو تم التباطؤ في تنفيذه فإني أعتقد أن الضربات العسكرية ستتم رغم كل التخوفات" مفسرا ذلك بوجود عديد الدول التي تدخلت في الصراع الليبي، ولكل دولة أجندتها الخاصة وفق تعبيره وفي رده على سؤال حول التباطؤ في استكمال المؤسسات الدستورية والتاخير في تحديد موعد لاجراء الانتخابات البلدية في تونس قال الباجي قائد السبسي ان "ذلك يعود الى الارهاب الذي تواجهه تونس « مبينا ان "المشكلة تكمن في أن الإرهاب قد اتخذ بعدا دوليا وسيكون من الصعب على بلد صغير مثل تونس التغلب بمفرده على هذه المعضلة الذي لا تواجه إلا من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية لمواطنيها". وحول تجربة الحكم الائتلافية اكد الباجي قائد السبسي أنها تجربة إيجابية وقابلة للتحسن، مضيفا قوله ان حركة النهضة التي "كانت تعتمد الإسلام السياسي قد انتقلت اليوم إلى الإلتزام بالإسلام التونسي، وهو تغيير هام جدا في سياستها، وعلينا أن نواصل العمل المشترك في هذا الإتجاه، خاصة وأن هذه التجربة قد ساعدت على توفير نوع من حالة الإستقرار للنظام السياسي التونسي" وفي حديثه عن ملف استرجاع الاموال المنهوبة اكد رئيس الجمهورية ان تونس لم تسترجع الأموال المنهوبة من سويسرا فقط، وإنما من جميع الدول مؤكدا في هذا السياق أن سويسرا بذلت جهودا من أجل مساعدة تونس، وسيتم التوقيع خلال هذه الزيارة على اتفاقية حول كيفية التعاون لمعالجة ملف الأموال المجمدة في سويسرا وفض هذا الإشكال، المرتبط بالخصوصية القانونية للبنوك السويسرية. يذكر انه سيتم خلال زيارة رئيس الجمهورية الى سويسرا التي ستتواصل يومين امضاء عدد من الاتفاقيات الثنائية المتعلقة اساسا بالتعاون في المجال السياسي ومقاومة التطرف واسترجاع الاموال التونسية المجمدة بسويسرا.