قالت جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن تنظيم "داعش" يتقرب من الجماعات المتطرفة في دول أفريقيا الفقيرة مثل النيجرونيجيريا ومالي لجذب مزيد من المقاتلين إلى ليبيا، في محاولة لإنشاء "خلافة" جديدة داخلها بعيدًا عن سوريا. ووفقًا للجريدة، أشار مسؤولون أميركيون إلى أدلة تفيد تواصل "داعش" داخل ليبيا مع "بوكو حرام" في نيجيريا و"الشباب" في الصومال لجذب مقاتليهم، وأعربوا عن مخاوفهم من انتقال "داعش" من ليبيا إلى أفريقيا. وذكرت "نيويورك تايمز" أمس الأحد أن الولاياتالمتحدة تسابق الزمن لاحتواء تنظيم "داعش" في ليبيا، خوفًا من نجاحه في الوصول إلى دول أفريقيا الفقيرة وجذب مزيد من المقاتلين، مما يدفع الحكومات الأفريقية وحلفاءها من الغرب إلى تكثيف جهودهم لصد تقدم التنظيم. ورأت الجريدة أن الضربات الجوية الأميركية في صبراتة ضد مركز تدريب تابع ل"داعش" تؤكد مخاوف واشنطن. ورأى مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن هدف التنظيم المباشر هو إنشاء "خلافة" جديدة داخل ليبيا، إذ أنشأ التنظيم مؤسسات شبه حكومية من محاكم وشرطة وفرض ضرائب على السكان، ووصل عشرات من قيادات "داعش" ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية، في محاولة لتقليد مكاسبهم في سورياوالعراق. ويطلب قيادات التنظيم المقاتلين الجدد من أفريقيا البقاء في ليبيا وعدم التوجه إلى سوريا أو العراق. وكانت السلطات في السنغال قالت إن أكثر من 30 مقاتلاً توجهوا إلى ليبيا للانضمام ل"داعش" في الفترة الماضية، وهو ما أعلنته النيجرونيجيريا ومالي. ورغم تراجع أعداد مقاتلي "داعش" في سورياوالعراق إلى 25 ألف مقاتل من 32 ألفًا، بسبب ضربات التحالف الدولي، إلا أن أعداد مقاتلي التنظيم زادت خلال الفترة نفسها داخل ليبيا ووصلت إلى نحو 6500 مقاتل. ويعتمد التنظيم على حملة مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد مقاتلين جدد من الشباب الذي يواجه فقرًا وظروفًا اجتماعية سيئة سواء داخل ليبيا أو دول أفريقية. وأشارت الجريدة إلى أن وحدات قوات خاصة من 30 دولة من أفريقيا والدول الغربية يشاركون في تدريبات عسكرية لمواجهة الإرهاب لمدة ثلاثة أسابيع في السنغال، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) طلبت موازنة قدرها 200 مليون دولار هذا العام لتدريب وإعداد الجيوش والقوات الأمنية في دول شمال وغرب أفريقيا، وأوشكت واشنطن على الانتهاء من تجهيز قاعدة جوية لطائرات دون طيار في مدينة أغاديز بالنيجر، بتكلفة 50 مليون دولار، للسماح لطائرات "ريبر" بتنفيذ عمليات استطلاع جنوب ليبيا، وفقًا للجريدة. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مدير وكالة المخابرات المركزية، جون برنان، إن "ليبيا أصبحت مغناطيسًا لجذب مقاتلين من داخل ليبيا ودول أفريقيا ومن خارج أفريقيا أيضًا". وقال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي ديفين نونيس "لا يمكن القضاء على خطر الإرهاب في سورياوالعراق دون مواجهة الخطر المتزايد لفرع (داعش) في ليبيا".