قال قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا، دونالد بولدوك، إن قوة تنظيم "داعش" زادت بشكل كبير في ليبيا، مستغلاً الصراع بين الأطراف المختلفة ولا يمكن هزيمته دون مساعدة الولاياتالمتحدة العسكرية. وأشار بولدوك إلى أن الجيش الأمريكي وجيوشًا حليفة، بينها فرنسا وبريطانيا، تجري مباحثات منذ أشهر لإعداد خطط لتدخل ثانٍ في ليبيا، وأنشأوا بالفعل مركزًا لقيادة العمليات في روما. وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس الإثنين، أن ليبيا ستكون بحاجة لمساعدة عسكرية من الولاياتالمتحدة، حتى إذا تمكنت الأطراف الليبية من الاتفاق على تشكيل نهائي لحكومة الوفاق الوطني. وقال بولدوك "تقييم القوات الخاصة الأمريكية يؤكد حاجة ليبيا لنصيحتنا ومساعدتنا في برامج التدريب، ومعداتنا حتى تتمكن من النجاح". ورفض بولدوك التعليق على وجود أي عمليات مقبلة ستقوم بها القوات الخاصة في ليبيا. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عسكريين أمريكيين إنهم قدموا للبيت الأبيض خيارات للعمليات العسكرية في ليبيا، تتضمن مشاركة دول أخرى وقوات محلية ليبية من فصائل المعارضة التي دربتها واشنطن، وقت الثورة ضد معمر القذافي العام 2011، وهي "تابعة لحكومة طبرق". وقال بولدوك "لدينا علاقات سابقة مع قادة تشكيلات مسلحة محلية معترف بها، نقدم لهم الدعم ضد خطر التنظيم. ولا نعمل مباشرة مع قائد الجيش الليبي الفريق أول ركن خليفة حفتر". ووفقًا للصحيفة الأمريكية تم نشر فرق من قوات عمليات خاصة غربية في مهام غير معلنة للتحضير لأي عمليات عسكرية محتملة ضد تنظيم "داعش". وذكرت وسائل إعلام ليبية وغربية أن وحدات من قوات بريطانية وفرنسية شوهدت داخل ليبيا. ولفت بولدوك إلى زيادة قوة جماعة "بوكو حرام" في تشاد بفضل صلاتها مع "داعش" في ليبيا، مشددًا على خطر وجود "داعش" بليبيا على دول الإقليم والشرق الأوسط وأوروبا. وكان وزير الخارجية الأميركي آشتون كارتر قال، أمس الإثنين، إن "وجود حكومة في ليبيا هو مفتاح الحصول على دعم الفصائل الليبية للتدخل العسكري الغربي". وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، الإثنين، إن الولاياتالمتحدة "توازن بين مواصلة الضربات الجوية لاستهداف مقاتلي (داعش)، وبين الحاجة لانتظار تشكيل حكومة وفاق وطني داخل ليبيا". وترفض إيطالياوفرنسا وبريطانيا أي عمل عسكري في ليبيا قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية، فبدونها "سيؤدي التدخل العسكري الغربي إلى تأجيج مشاعر الاحتقان لدى الليبيين، ويدفعهم إلى أحضان (داعش)"، وفق ما قالته "وول ستريت جورنال". وسيطر تنظيم "داعش" على عدة مناطق حول مدينة سرت الساحلية، بالإضافة إلى أجزاء من مدينة بنغازي ومناطق حول مدينة صبراتة غرب طرابلس. (وكالات)