عثر بجواره على بقايا قارورة ويسكي .. ترجيح ان يكون الكردي تحت تأثير مخدر أنهت في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الاثنين الوحدات الأمنية والعسكرية عملية أخرى من عملياتها المناهضة للإرهاب في بن قردان، بعد نحو عشرين ساعة من الاشتباك والتطويق والاستنفار وتمكنت في أعقابها من تصفية الإرهابي الخطير محمد الكردي المنتمي لما يعرف بكتيبة البتار الموالية لتنظيم داعش الإرهابي وحجز سلاح حربي وكمية مهولة من الذخيرة ومجموعة من الرمانات اليدوية، وذلك بعد نحو عشرين ساعة من محاصرة منزل يقع بمنطقة الصياح باحواز معتمدية بن قردان ليرتفع عدد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم إلى 52 بينهم قيادات بارزة بالتنظيمات الإرهابية على غرار مفتاح مانيطة وعناصر خطيرة على غرار الصحبي الميلي ومحمد ضيف الله فيما تتواصل المجهودات لتعقب عناصر مشبوهة اخرى قد تكون على صلة بهجمات 7 مارس الجاري التي استهدفت ثكنة الجيش الوطني بجلال ومنطقتي الامن والحرس الوطنيين ببن قردان وخاصة العنصرين الخطيرين عادل الغندري والمعز الفزاني. تفاصيل العملية النوعية الاخيرة للقوات الأمنية والعسكرية والتي جاءت مباشرة بعد تصفية الارهابيين طيب ومختار مارس مساء يوم السبت الفارط تفيد بان معلومة وصفت أمنيا بالمهمة والحساسة توفرت لدى المصالح الأمنية في أعقاب عملية استخباراتية دقيقة مفادها تسلل الإرهابي الخطير محمد الكردي الى منزل شقيقه بمنطقة الصياح التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن وسط مدينة بن قردان. محاصرة المنزل ونظرًا لحساسية المعلومة الواردة بعد ظهر الأحد فقد تم التنسيق الحيني بين الوحدات الأمنية والعسكرية وتحولت تشكيلات مختلفة ممثلة أساسا في الوحدات الخاصة للجيش الوطني والوحدة الخاصة للحرس الوطني ووحدات طلائع الحرس الوطني والفوج الوطني لمجابهة الإرهاب الى منطقة الصياح حيث أغلقت كل منافذه وفق خطة أمنية ثم أحكمت حصارها على المنزل المشبوه فيه المكون من طابقين، وطلبت في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر من الإرهابي محمد الكردي تسليم نفسه. اشتباكات عنيفة ولكن هذا العنصر الخطير رفض الاستسلام وبادر بإطلاق النار نحو الوحدات الأمنية والعسكرية فردت عليه بوابل من الرصاص من مختلف الاتجاهات، وظل الكر والفر لعدة ساعات، كان خلالها الارهابي محمد الكردي يطلق النار تارة من الطابق السفلي للمنزل وتارة اخرى من الطابق العلوي ومن منافذ مختلفة في اطار محاولة التمويه بوجود عدة عناصر ارهابية داخل المحل، ثم ألقى مجموعة من القنابل اليدوية (رمانات) على مراحل باتجاه الاعوان ما تسبب في إصابة عشرة منهم بينهم ثلاثة من قواتنا المسلحة اضافة الى مواطن بشظاياها، وظلت الاشتباكات عنيفة جدا طيلة أربع ساعات تقريبا. رفض دعوة والدته وشقيقه نظرا للصيد الثمين الذي يمثله الارهابي محمد الكردي لمعرفته بأسرار وخفايا مختلف المخططات الارهابية الداعشية فقد حاول الاعوان جاهدين القبض عليه حيّا، لذلك طلبوا منه اكثر من مرة تسليم نفسه ثم جلبوا شقيقه لدفعه إلى الاستسلام ولكنه رفض، قبل ان يستدعوا والدته والتي توجهت نحوه مرارا بعبارات تحثه فيها على الاستسلام، ولكنه أبى وواصل استهداف القوات التي تحاصر المنزل. دك المنزل بالمدفعية امام المقاومة الشرسة التي أبداها الارهابي محمد الكردي خاصة وانه على معرفة كبيرة بمختلف أنحاء وزوايا المنزل ويتنقل داخله بسهوله، وهو على الأرجح تحت تأثير مادة مخدرة او مشروبات كحولية باعتبار العثور على بقايا قارورة ويسكي ، فقد قررت قيادة التشكيلات الأمنية والعسكرية الاستعانة بالمدفعية، وتم تزويد جنودنا البواسل باليتين للمدفعية التي دكت المنزل دكا، وهو ما تسبب على الأرجح في إصابة الإرهابي، اذ بعد الضربات بالمدفعية توقف الطلق الناري من المنزل، ولكن حين حاول الاعوان مداهمة المكان فوجئوا بتجدد إطلاق النار، وهو ما يرجح ان يكون الكردي ينزف حينها وحاول إصابة اكبر عدد ممكن من الاعوان الذين تفطنوا للسيناريو وخشوا ان يكون نصب لهم كمينا داخل المنزل او تفخيخه لذلك تم الاتفاق على الاكتفاء بمحاصرة المنزل طيلة ساعات الليل حتى مطلع الصباح لاستئناف العملية. المداهمة تواترت ساعات الليل ثقيلة والأعوان صامدون، مثابرون، جاهزون لأي سيناريو، الا ان العدو ظل صوت رصاصه خافتا طيلة الليل، وهو ما رجح إمكانية إصابته في مقتل، ولكن ايضا ظلت فرضية الكمين واردة وغير مستبعدة، وفق تاكيد مصدر امني مطلع ل الصباح .. الذي أشار الى ان القوات الخاصة داهمت صباح امس المنزل، حيث عثرت في الطابق السفلي على ذخيرة ومخازن سلاح كالاشينكوف ورمانات، وبصعودها الى الطابق الاول عثرت على الارهابي محمد الكردي جثة مشوهة وبالقرب منه سلاح حربي من نوع كالاشينكوف ومجموعة من الرمانات اليدوية وكمية كبيرة من الذخيرة دون أن يعثروا على عناصر إرهابية أخرى. رفع الجثة حلت اثر انتهاء العملية البطولية الجديدة لقواتنا الأمنية والعسكرية السلط القضائية المختصة، بموقع الحادثة وأجرت المعاينة الموطنية قبل ان تأذن لأعوان الحماية المدنية برفع الجثة ونقلها الى مستشفى بن قردان ومنه الى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لفحصها وإخضاعها للتحاليل الجينية للتأكد من هوية صاحبها رغم ان الاعوان والاجوار تاكدوا انها للارهابي محمد الكردي، المطلوب منذ مدة للمصالح الأمنية من اجل قضايا إرهابية.