أطلقت قوات الجيش الجزائري ، عمليات مسح شاملة للصحراء الجنوبية، انطلاقا من ورقلة وغرداية، وصولا إلى الحدود مع مالي والنيجر وموريتانيا، ومن الوادي وصولا إلى الحدود التونسية والليبية. وتأتي التدابير الاحترازية الجديدة التي تستخدم فيها قوات الجيش المروحيات العسكرية وفرق التدخل الخاصة، وتستعين بعدد من خبراء الصحراء بالجنوب، بعد ورود معطيات عن تسرب أسلحة ضمن التنسيق بين شبكات التهريب والجماعات الإرهابية الناشطة في شمال مالي والأراضي الليبية. ووصلت أمس عمليات التمشيط، التي انطلقت مباشرة بعد محاولة الاعتداء الإرهابية الفاشلة على منشأة الغاز بمنطقة خريبشة، إلى المنطقة الفاصلة بين عين امقل وتنمراست، بعد العثور على اثر إرهابيين بالمنطقة، كما أطلقت قوات الجيش حملة تمشيط واسعة بأحياء وسط مدينة تمنراست، وعمليات توقيف لشبكات الدعم والإسناد شملت 3 عناصر بولاية الوادي، وتوقيف مهربين بغرداية . وعلمت "الشروق الجزائرية " انه تم منح صلاحيات أوسع لجهاز "أمن الجيش"، بعد أن سحبت منه بعض الصلاحيات خلال السنوات السابقة، اثر التغييرات التي قام بها رئيس الجمهورية في هرم الجهاز والإصلاحات التي مست الأجهزة الأمنية. وتم منح صلاحيات إلى قادة القطاعات العملياتية في الولايات، في هذه المرحلة الصعبة بسبب تزايد التهديدات التي أضحت خطيرة، بعد حادثة عين صالح وحجز صواريخ "استينغر" بولاية الوادي، حيث يجري البحث عن كميات أخرى من الأسلحة يُرجح أنه تم تخزينها في الصحراء بمواقع يعلمها المهربون، وذلك من خلال الاستعانة برجال البادية، الذين يعرفون المسالك والمنافذ في الصحراء القاحلة بأقصى الجنوب. وبخصوص صواريخ استينغر التي تم حجزها بوادي سوف، أثبتت التحريات أنها مهربة من الأراضي الليبية، وأفاد عقيد سابق في الجيش الليبي، أن الجيش في ليبيا كان يخزن كميات من صواريخ ستينغر، في مخازن طرابلس، وتم حجز تلك الصواريخ من المعارك التي خاضها الجيش الليبي ضد القوات التشادية في سنوات سابقة، وبعد سقوط طرابلس استولت المليشيات على مخازن الأسلحة، وانتشرت تجارة السلاح مما سهل وصولها للتنظيم الإرهابي "القاعدة"، هي وغيرها من الأسلحة الخطيرة (الشروق الجزائرية )