كشفت التحقيقات الجارية على المستوى الأوروبي بخصوص إحباط مخطط لتنفيذ هجوم إرهابي في فرنسا الخميس الماضي، عن وجود شبكة جهادية أوروبية كانت تنسق فيما بينها تحت لواء تنظيم "داعش" حيث أفادت مصادر أمنية فرنسية وجود صلة بين الفرنسي الذي اعتقل الأحد في هولندا والشخصين اللذين اعتقلا الجمعة في بلجيكا مع المشتبه به الرئيسي رضا كريكت الذي كان بصدد التحضير لاعتداء بفرنسا. ولا تزال التحقيقات متواصلة على المستوى الأوروبي في مخطط الاعتداء الإرهابي الذي أحبط الخميس بفرنسا، والذي كشفت عن وجود روابط أوروبية، فبعد توجيه التهمة إلى رجلين في بلجيكا اعتقل فرنسي الأحد في هولندا ويشتبه في أن يكون الثلاثة على صلة بالمشتبه به الرئيسي رضا كريكت. واعتقل رضا كريكت (34 عاما) الخميس في بولوني-بيلانكور (الضاحية الباريسية). وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أعلن لاحقا إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء «في مرحلة متقدمة». وعثر على بنادق هجومية منها أسلحة كلاشنيكوف ومتفجرات في شقة في مدينة أخرى في ضواحي باريس. واتسعت التحقيقات في هذا المخطط لتشمل عدة دول أوروبية، حيث اعتقل الأحد أنيس ب. الفرنسي في ال32 من العمر المولود في مونتروي (الضاحية الباريسية) والمقيم في دائرة فال-دو-مارن القريبة من باريس، في روتردام (هولندا). وهذا الرجل الذي أقام في سوريا يشتبه في أن يكون تنظيم "داعش" كلفه بتنفيذ اعتداء في فرنسا مع رضا كريكت بحسب مصدر في الشرطة. وقال مصدر قضائي أنه "اعتقل إثر مذكرة توقيف أوروبية أصدرها الجمعة قضاة تحقيق فرنسيون". وذكرت النيابة الهولندية أنه سيسلم لفرنسا "قريبا" للاستماع إلى أقواله. في بلجيكا، وجهت إلى عبد الرحمان أ. ورباح ن. اللذين أوقفا الجمعة في وسط بروكسل، تهمة "المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية" ووضعا في الحبس الاحتياطي. وعبد الرحمن أ. المولود في الجزائر في 1977 والذي أعلن الأحد عن توجيه التهمة إليه، معروف من أجهزة مكافحة الإرهاب. ويعتبر "جهاديا متطوعا" وحكم عليه في 2005 بالسجن سبع سنوات وبمنع نهائي من دخول الأراضي الفرنسية لمساعدة ناشطين تونسيين في اغتيال القائد أحمد شاه مسعود في أفغانستان في التاسع من سبتمبر 2001 قبل يومين من الاعتداءات الدامية لتنظيم القاعدة في الولاياتالمتحدة. وإن كانت هذه القضية منفصلة عن التحقيق في اعتداءات باريسوبروكسل، إلا أنها كشفت عن وجود صلات. وكان حكم على كريكت غيابيا العام الماضي في بلجيكا في محاكمة شبكة لإرسال جهاديين إلى سوريا، وكان المتهم الرئيسي فيها البلجيكي عبد الحميد أباعود زعيم الجهاديين الناطقين بالفرنسية في تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأحد المنظمين المفترضين لاعتداءات باريس. وكان البلجيكي خالد زرقاني (41 عاما) يقود هذه الشبكة ووصفته السلطات البلجيكية بأنه "أكبر مجند للمرشحين للجهاد" في بلجيكا. وكان حكم على كريكت غيابيا بالسجن 10 سنوات. وسلط التحقيق الضوء على دوره المالي في شبكة زرقاني إذ كان يدفع قسم من المبالغ التي كان يجمعها من عمليات السرقة استنادا إلى مبدأ الغنيمة. ولا يزال كريكت مسجونا في فرنسا. وقد يستمر حبسه حتى الاثنين أو الأربعاء في حال وجود تهديد بوقوع اعتداء وشيك أو لضرورات التعاون الدولي. ومساء الأحد شدد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف مجددا على «إطار التهديد المرتفع جدا» في فرنسا مشيدا في بيان ب»التعاون» مع الشركاء الأوروبيين في هذا التحقيق. (فرانس24)