نظمت مؤسسة التميمي اليوم السبت ندوة حول الذاكرة الوطنية و تاريخ الزمن الراهن تمحورت حول شخصية محمد الامين باي ودوره في الحركة التحريرية للبلاد التونسية وخلال تقديمه للندوة اكد المؤرخ عبد الجليل التميمي ان الثورة منحتنا فضل تاطير الحقيقة وان تاريخ تونس قبل الاستقلال يكتنفه الغموض وعدم الشفافية، من جهة اخرى اكد الدكتور المختار باي حفيد احمد باي في مداخلته انه وقع تغييب كل الجوانب المضيئة للامين باي ودوره في دعم الحركة الوطنية والنقابية ذاكرا في هذا الصدد علاقته الوثيقة بفرحات حشاد ودعمه للحركة الدستورية ، في جانب اخر تساءل محمد علي باي وهو من سلالة العائلة الحسينية عن سبب غياب تسليط الضوء او المتابعة التاريخية لتصريحات بورقيبة بانه كان وراء التحريض على اتهام ولي العهد عزالدين باي الذي اغتيل سنة 1953، ويبدو ان الندوة المخصصة لرد الاعتبار للامين باي تحولت الى ندوة لتصفية الحسابات من الزعيم بورقيبة حيث وصف عادل العلمي رئيس حزب تونس الزيتونة والمؤسس للجمعية التونسية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلما عرف نفسه يورقيبة بالمجرم الاكبر ، وفي سياق متصل صرح محمد الهنتاتي رئيس جمعية ملتقى الايمة بأن بورقيبة خان الدين والوطن، وهو ما دفع برئيس الندوة الدكتور عبد الجليل التميمي لمطالبة المتدخلين بالتقيد بموضوع الندوة وعدم الحياد عنهم ، في جانب اخر يعكس حضور السياسيين في هذه الندوة التجاذبات السائدة في الوقت الحالي ، فمقابل غياب تام للبورقيبيين ، سجلت الندوة حضور شخصيات بارزة من حركة النهضة وقد يعكس الحضور موقفا شخصيا ولا جماعيا حيث سجلنا حضور ثلاثة اعضاء في مجلس النواب من الحركة : محرزية العبيدي ويمينة الزغلامي و أروى بن عباس فضلا على عضو الحركة لطفي زيتون ، في جانب اخر طالبت السيدة سلوى باي حفيدة الامين باي ان يتم التركيز على محور الندوة واعادة الاعتبار لاخر بايات تونس ورفع المظلمة عن عائلته بدل مواصلة تهميشه و تزيف التاريخ ، من جهة اخرى توجه السيد الشاذلي بن عاشور ناشط في المجتمع المدني برسالة الى رئيس الجمهورية الباجي القائد السبسي بان يتحلى بالجرأة والشجاعة والتي جسمها بالجلوس في ساحة القصبة وسط المتظاهرين ، وان يرد الاعتبار لاخر بايات تونس الذي عرف بدعمه الحركة الوطنية واستقباله بصفة دائمة لصالح بن يوسف والحبيب بورقيبة ومحمود الماطري ، وانه من الضروري رد الاعتبار لهذه الشخصية ونفض الغبار عنها مثلما قام برد الاعتبار لصالح بن يوسف ، وفي نهاية الندوة اكد المؤرخ عبد المجيد التميمي ان المصالحة التاريخية وحفظ الذاكرة الوطنية تقتضي التحلي بالمنهجية العلمية والتمسك بالحقيقة دون تشنج او تشبث بالقناعات