قرطاج (وات)- نظمت رئاسة الجمهورية مساء السبت بقصر قرطاج محاضرة ألقاها الاستاذ المؤرخ عبد الجليل التميمي بعنوان "الدور الوطني للمنصف باي في الدفاع عن وحدة واستقلال ومصالح الشعب التونسي" وذلك في اطار منتدى حوار قرطاج. وشدد رئيس الجمهورية المؤقت، المنصف المرزوقي، في كلمة تقديمية، على ضرورة رد الاعتبار لكل التونسيين الذين ساهموا بأفكارهم ونضالاتهم في التحرير الوطني ، فتونس حسب قوله //لم يصنعها شخص واحد و انما أجيال من كل المشارب //. ويرى عبد الجليل التميمي، من جانبه، أن احاديث الزعيم الحبيب بورقيبة في شهاداته التاريخية حول المنصف باي شابتها الكثير من الادعاءات، اذ ان الشخص لم يكن //ساذجا وغير ناضج// بحسب قوله، مشيرا في ذات الصدد الى أن فتح الارشيفات الفرنسية من شأنه أن يكشف العديد من الحقائق الخفية في ديناميات عملية التحرر الوطني. واستعرض التميمي الخصال الاخلاقية والسياسية للمنصف باي ، ومدى تعلق هذا الرجل بهموم الشعب وهواجس الامة وتطلعاته المغاربية، مبينا أن التأييد الذي لقيه كان تلقائيا لانه، بحسب المحاضر، //تبنى خطوطا جديدة في الحكم قطعت مع ما تم التعود عليه في عهد البايات الحسيينين الاخرين//. وتحدث التميمي في شكل روائي فيه الكثير من التقدير على حد قوله لشخصية"الملك الشهيد" //الجذابة والمثيرة للاعجاب// والقادرة على أن تعطي دروسا للاجيال القادمة ، وأن تكتب التاريخ من جديد برد الاعتبار لمن طمستهم سياسة العهدين السابقين. وافاد في هذا الصدد بأن المنصف باي كان أول من رفع لائحة تضمنت مطالب ثورية في العهد الحسيني وعلى رأسها مجانية التعليم والمساواة بين التونسيين والفرنسيين على حد السواء في الدخول الى الوظيفة العمومية قائلا // ان ذلك جعله يلقب بباي الشعب و الباي الدستوري على حد السواء//. وتابع هذه المحاضرة عدد من أعضاء الحكومة ومن أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، وناشطون في المجتمع المدني، وشخصيات وطنية على غرار أحمد بن صالح الذي أدلى بالمناسبة بشهادته في خصوص الفقيد وخصاله الاخلاقية الرفيعة. وتركز النقاش الذي تلى المحاضرة على الاساليب المنتهجة في كتابة تاريخ الحركة الوطنية وما وراءها من غايات سياسية، بما جعل كل تاريخ تونس الحديث يدور حول أشخاص بعينهم دون التركيز على الفاعلين الحقيقين والبارزين في تاريخ البلاد.