تنظم المؤسسة مؤتمرات وندوات وملتقيات علمية دورية تغطي اختصاصات تاريخية أساسا، بالإضافة إلى معالجة بعض القضايا الفكرية والحضارية الراهنة. وتتمثل الاختصاصات التاريخية فيما يلي: تنظم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات حلقة جديدة من سمينارات الذاكرة الوطنية وذلك في إطار معالجتها للقضايا الفكرية والحضارية الراهنة وفي إطار حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيق الأحداث التاريخية , وسيكون موضوع ندوة يوم السبت 2 أفريل حول "الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الراهن حول شخصية محمد الأمين باي آخر بايات الحسينيين ودوره في لحركة التحريرية للبلاد لتونسية "وهذا يحيلنا الى ما تقتصر عليه الذاكرة من خلال ربط الحركة التحريرية بالزعيم الحبيب بورقيبة من ناحية والصورة التي ترسخت لدى العامة بتغييب كامل للبايات في هذا المجال وحصر الدور النضالي أو المعارض للاستعمار للمنصف باي فقط , في هذا الإطار يقول منظم الندوة الدكتور عبد المجيد التميمي : " كنا على الدوام نذكر في كتاباتنا المنتظمة أن تاريخ تونس قبيل الاستقلال ومسارات بناء الدولة الوطنية، مازال يكتنفه الغموض وعدم الشفافية وأن أرصدة المعلومات التي بحوزتنا اليوم منذ الاستقلال لا يمكن الاطمئنان لها مطلقا، حيث غيبت الحقائق التاريخية وتم التلاعب بها على مرأى ومسمع من الجميع، وقد تصدينا لذلك بحزم ونبهنا أن الحقيقة التاريخية يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات وقد آن اليوم أن نتصدى لدكتاتورية الجهل والنرجسية والأنا والتزييف الممنهج، حيث منحتنا الثورة التونسية فضيلة تأطير الحقيقة دون خوف أو خجل على الإطلاق ولا شك أن ملف آخر البايات الحسينيين ونعني به محمد الأمين باي، تعد من الملفات الحرجة والدقيقة والتي تم العبث بها إلى يوم الناس هذا، بل أن ملف العائلة الحسينية يستحق الدراسة والبحث." وفي إطار ما تعودت به مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات من حضور لشخصيات عايشت الوقائع التاريخية تسجل هذه الندوة حضور المختار باي الحاصل على دكتوراه دولة في العلوم السياسية وعلى دكتوراه دولة في القانون من جامعة باريس والمحامي السابق في محكمة الاستئناف بباريس والأستاذ بكلية الحقوق بمونبلييي وكذا بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بجامعة تونس ليدلي بشهادات تاريخية من شأنها أن تنفض الغبار أو تعيد الاعتبار لآخر بايات تونس الذي يتفق العديد في أنه عاش بعد إعلان الجمهورية في ظروف بائسة بما لا يليق عن النظام الجمهوري حتى توفي في عزلة عن العالم الخارجي سنة 1962 , وهنا يكمن دور الموثق والمؤرخ كما يشير الدكتور التميمي في تقديمه للندوة والمتمثل في إنارة الرأي العام حول فترة حكم شخصية آخر البايات أي الأمين باي وملابسات إلغاء الملكية وتداعيات ذلك مباشرة عليه وعلى أفراد عائلته والتي تعد فترة مسكوت عنها وعليه فإن المؤرخين لهم أحقية دراسة فترته بأمانة وتجرد مطلق، بالرجوع إلى الأرشيفات التونسية والفرنسية إذا ما فتحت يوما ما، وكذا إلى شهادات بعض الفاعلين التونسيين والفرنسيين والذين مازالوا على قيد الحياة.