الإرهابيان الشقيقان راغب وعاطف الحناشي يعتبران من القيادات البارزة في كتيبة عقبة بن نافع المنضوية تحت لواء ما يعرف ب"تنظيم القاعدة" ببلاد المغرب الإسلامي. "فراغب المكنى "أبو اليقين" شارك فيما عرفت بعملية بلاريجيا بجندوبة ووقعت تصفيته من قبل الوحدات الأمنية يوم 17 مارس 2014 وأما شقيقه الأكبر عاطف فقد ظل متحصنا بالفرار بجبل "بوهرطمة" من ولاية جندوبة مع محمد الفرشيشي المعروف بكنية "كالوتشا" (تمت تصفيته قبل أيام في جبال الكاف) والجزائريين "النجاشي" و"أبو يوسف" وقد حوكم غيابيا في قضية إرهابية بثلاثين سنة سجنا مع مراقبة إدارية مدتها خمس سنوات، بالإضافة الى جريمة بشعة أخرى تورط فيها الشقيقان الحناشي، ورغم بشاعتها فقد ظلت غائبة عن الإعلام ولم تسلط الأضواء عليها حتى أن البعض أطلق عليها "الجريمة المسكوت عنها". تهديد وحرق فقد عمد الشقيقان الحناشي قبل نحو أربعة أعوام إلى ارتكاب جريمة بشعة تضرر منها مراهق يدعى رامي والذي قررت والدته أخيرا الخروج عن الصمت وسرد وقائع الجريمة الشنيعة فتحدثت عن هذه الواقعة التي لازالت ظلالها تخيم على حياة عائلة بأكملها بكل حرقة وألم قائلة: "إن زوجها يقيم في فرنسا وإثر وفاة والدتها اضطرت إلى الانتقال للعيش بمنزل شقيقها المحاذي لمنزل عائلة راغب وعاطف الحناشي وفي صائفة 2012 جدت مواجهات بين رجال الأمن من جهة وعاطف وراغب من جهة ثانية حيث كانا يبيعان "الدلاع" بطريقة مخالفة للتراتيب البلدية وعندما قدم أعوان الأمن لإزالة "نصبة الدلاع" كان ابني رامي البالغ من العمر 19 عاما (ارتقى حينها إلى السنة الرابعة ثانوي وكان يستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا) واقفا وساعد الأعوان على إزالة (النصبة)". حرق.. لما عاد رامي إلى المنزل أعلم والدته أن راغب وعاطف الحناشي توعداه بالنيل منه.. خشيت الأم على ابنها وكانت على اتصال دائم به كلما غادر المنزل ويوم 8 جويلية 2012 ورد عليها اتصال من شقيق زوجها يعلمها فيه أن "رامي" تم حرقه فخرجت مسرعة من منزلها.. صرخت.. ركضت في أنهج مدينة جندوبة.. تم إعلامها بأن ابنها خلف المبيت الجامعي.. اندفعت مسرعة إلى هناك، شاهدت دراجتين ناريتين ومجموعة من الناس الذين كانوا متجمعين بموقع الجريمة، وما إن اقتربت منهم حتى اعلموها بان ابنها نقل إلى المستشفى الجهوي بجندوبة فسارعت بالتوجه إلى المستشفى حيث وجدت "رامي".. يحتضر.. صدمت الأم المسكينة من المشهد.. فالحروق تغطي رأس وظهر ويدي ابنها وجزءا من وجهه وأذنيه وكان يتنفس بصعوبة فسألته بحرقة "شكون عمل فيك هكة" أجابها بكلمات متقطعة فهمت منها أن الأخوين راغب وعاطف وراء الواقعة. علاج وتجميل حاول الإطار الطبي بمستشفى جندوبة إسعاف رامي ولكن حالته الخطيرة استوجبت نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس حيث خضع للعلاج وعمليات تجميل متتالية خاصة في الرأس، ولما تماثل للشفاء قال إنه خرج من محل سكنى عائلته في حدود السابعة صباحا ففوجئ بشابين ملثمين كانا على متن دراجة نارية يقتربان منه ويفتكان هاتفه الجوال ويأمرانه بجلب قارورة بنزين ولما رفض هدداه بحرق أمه وأخته ومنزله. اختطاف وحرق وأضاف انه خوفا من بطشهما لبى طلبهما ولما جلب قارورة البنزين أركباه عنوة معهما على الدراجة النارية وحولا وجهته إلى مكان منزو خلف المبيت الجامعي حيث شدا وثاقه ووضعا كيسا بلاستيكيا على رأسه ثم سكبا عليه البنزين وأضرما فيه النار وغادرا المكان وكأن شيئا لم يكن. "رامي" كان يصرخ من شدة الألم وحاول التخلص من وثاقه إلى أن تفطن شابان كانا بصدد المرور بالقرب من المكان لصوت استغاثة فسارعا إليه وأعلما الحماية والسلط الأمنية. الأبحاث في القضية شملت الشقيقين راغب وعاطف الحناشي وشابا آخر وقد تم إيقاف المتهم الثالث في حين بقي عاطف بحالة فرار وقتل راغب، وفي هذا الإطار قالت الأم أنها تطالب بسماع شهادة والد ووالدة الأخوين الحناشي لا سيما وأن ابنهما الأصغر أعلمها أنه سمع أخويه يتحدثان مع والدتهما عن الانتقام من "رامي" فقالت لهما "كسرولو فمو يزي". أمام التحقيق القضية مازالت منشورة أمام قاضي التحقيق رغم مرور حوالي خمس سنوات على نشرها ورامي يخضع للعلاج بصفة دائمة ووضع العائلة مترد خاصة وأن والده عاطل عن العمل في فرنسا والأم ليس لها أي دخل قار. وفي حديث معه أفادنا "رامي" بأن حياته دمرت وأنه اضطر إلى الانقطاع عن الدراسة خوفا من نظرة زملائه الدونية له بسبب التشوهات التي لحقت به جراء العملية الإجرامية التي تعرض لها كما أكد لنا أنه تمكن من التعرف على راغب وعاطف من خلال صوتيهما رغم أنهما كانا ملثمين.