ساهمت الخطب التحريضية في المساجد على دفع العديد من الشبّان ليس فقط الى تبنّي الفكر التكفيري الجهادي إنما أيضا الى الإقتناع بأن "الجهاد" فرض على كل مسلم وبأن ضرورة القتال في سوريا أو غيرها من بؤر التوتر واجب. أحد عناصر كتيبة "المتبايعون" على الموت كشف خلال الأبحاث أنه تأثر بالخطب الدينية المحرضة على الجهاد في سوريا وأصبح يتبنى الفكر التكفيري. وفي سنة 2012 ساعده أحد نظرائه بربطه الصلة له مع تكفيري آخر ليساعده على السفر الى سوريا مضيفا أنه في سنة 2013 اتصل به المدعو "وناس الفقيه " الموجود في ليبيا وطلب منه الإلتحاق به ليتمكن من مساعدته على السفر الى سوريا فعقد العزم على السفر الى ليبيا وللغرض جمع مبلغ مالي قدره 1000 دينار سلّمه لبعض "الحرّاقة" بمدينة بن قردان ليساعدوه وفعلا ساعدوه على اجتياز الحدود خلسة فاستقبله المدعو "وناس الفقيه" بمدينة صبراتة أين التقى ببعض التونسيين وفي الأثناء وردت عليه مكالمة هاتفية من والده اخبره فيها أن والدته أصيبت بجلطة فعاد أدراجه الى تونس ولكن قبل ذلك طلب منه "وناس الفقيه" انتداب بعض الشبان التونسيين الراغبين في الإلتحاق بمعسكر صبراتة لتلقي تدريبات عسكرية قصد القيام بأعمال ارهابية بتونس وأعلمه "وناس الفقيه " أن هناك برنامج في تونس يعد له وأحمد الرويسي ويتمثل في اعتزامه الرويسي ادخال البلبلة بالبلاد التونسية وذلك بالقيام بتفجيرات والإستيلاء على مدينة بن قردان بواسطة العمليات القتالية واقامة امارة اسلامية بها يضيف المتهم أن المدعو "وناس الفقيه تمكن من غسل دماغه فاقتنع بمخططه ومخطط الرويسي ووافقه عليه ثم عاد الى تونس عبر الحدود بعد أن ساعده مهرّبون وبقي مدة شهر انتدب خلالها بعض الراغبين في الإلتحاق بمعسكر صبراتة. وقال أنه طلب من سيف الدين الرايس مساعدته على السفر الى سوريا فربط له الصلة مع "وناس الفقيه " ليسهل له عملية السفر ثم طلب منه الرايس بأن كلمة السر بينه وبين "وناس الفقيه " هي س"زفن نزفن" فقالها عندما التقى بوناس الفقيه. وكشف المتهم أنه خلال وجوده بمعسكر صبراتة رفقة العديد من التكفيريين التونسيين ألقى عليهم أحمد الرويسي والمتهم وناس الفقيه كلمة قالا خلالها أنهما عاقدين العزم على القيام بعمليّات نوعيّة وتفجيرات بتونس لإحداث البلبلة والفوضى لإقامة امارة اسلامية بمدينة بنقردان وبأنهما سينتدبان ما يناهز 700 شخص من كتيبة "المتبايعون على الموت" لتحقيق غرضهما المنشود. داخل معسكر صبراتة الذي أعده أحمد الرويسي لتدريب عناصر الكتيبة كانت تحضر عمليات خلط بعض السوائل لصنع متفجرات.