كشف مصدر عسكري بريطاني رفيع المستوى عن عدد مقاتلي تنظيم داعش داخل مدينة سرت، عبر تكنولوجيا متقدمة تستخدم كاميرات مزودة بالأشعة تحت الحمراء. وقال المصدر العسكري لجريدة "الديلي ميل البريطانية"، إن الكاميرات المتطورة التي استخدمتها القوات الخاصة حددت نحو 650 رجلاً من مقاتلي داعش والعديد من الرجال والنساء غير المسلحين الذين يجري احتجازهم رهائن، ومن بينهم سيدات حوامل. وأشارت الصحيفة إلى إن قوات بريطانية وأمريكية خاصة لعبت دورًا مهمًا في مساعدة القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في مهاجمة تنظيم داعش في مدينة سرت ومحاصرة مقاتليه في عدة أحياء، وذلك باستخدام تكنولوجيا متطورة من الطائرات من غير طيار والأسلحة التي تتعقب الحرارة، وأن الكاميرات المتقدمة التي تستخدمها قوات القوارب الخاصة «إس. بي. إس» تمكنت من تحديد صور لنساء وأطفال يحتجزهم مقاتلو داعش كرهائن، مما وضع القوات الحكومية في موقف صعب. ونقلت الديلي ميل، عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله إن الطريق الأمثل قد تكون الاستمرار في محاصرة المقاتلين من داعش وانتظار نفاد ذخائرهم وطعامهم. وأضاف «ولكن المشكلة ستكون أن ذلك سيمنح داعش الوقت لزرع القنابل المخبأة تحت الأرض وتلغيم المباني والمنازل حتى تلك التي تحولت إلى ركام. هذه هي طريقة عملهم». واشارت إلى أن مقاومة مقاتلي تنظيم داعش بأنها شرسة وقتل نحو 35 من مقاتلي حكومة الوفاق الوطني وأصيب 55. ولكن في نفس الوقت، تم اعتقال نحو 12 من مقاتلي داعش ويتم استجوابهم حاليًا في أحد المراكز العسكرية في مصراتة. ووصفت الصحيفة الأحياء التي يجري فيها محاصرة مقاتلي «داعش» بأنها «صناديق للقتل» وأن ما يمنع القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية وقوات حكومة الوفاق من اقتحام سرت بالكامل هو استخدام داعش للمدنيين كدروع بشرية، بما في ذلك نساء حوامل. وقالت الديلي ميل، إن القوات البريطانية الخاصة «إس.إيه.إس» وقوات الزوارق الخاصة «إس. بي. إس» التي تستخدم القوارب السريعة قامت بتنسيق الهجمات على «داعش» من البر والبحر والجو، انطلاقًا من قواعد في قبرص ومالطا وكذلك مدينة مصراتة. وأضافت أن القوات البريطانية في عمل مشترك مع قوات البحرية الأمريكية الخاصة «نيفي سيلز» استخدموا طائرات استطلاع من غير طيار وتكنولوجيا متقدمة تستخدم كاميرات مزودة بالأشعة تحت الحمراء من أجل تحديد مواقع مقاتلي «داعش» بدقة في سرت. وبعد أن شنت قوات الجيش الليبي، بدعم من القوات البريطانية والأمريكية، هجومًا مباغتًا ضد عدة مبان اختبأ بها مقاتلو داعش يوم السبت، تم إجبارهم إلى الخروج للعلن وحاولوا الهروب تجاه الميناء. ولكن قوات خفر السواحل منعت هروبهم عبر البحر، بينما تقدمت القوات البرية وبنت حواجز من الرمال. وأضافت أنه في اليوم التالي، وبعد إسقاط ثمانية قنابل ضخمة، تمت محاصرة مقاتلي داعش في عدة «صناديق قتل» داخل منطقة سكنية تبلغ مساحتها 9.5 كيلومترات مربعة. (وكالات)