لا تزال ما يعرف بقضيّة كتيبة "المتبايعون على الموت" تكشف الكثير من الأسرار والحقائق عن مخططات أمير تلك الكتيبة الإرهابي أحمد الرويسي. فقد كشفت الأبحاث والتحقيقات في القضية أن الرويسي أو كما يكنّى ب (أبو زكرّيا) جنّد ارهابييّن درّبهم بمعسكر "للإرهابيين" بصبراتة بليبيا للقيام بأعمال إرهابية بتونس. ومن بين الأهداف التي رسمها الرّويسي والتي جنّد لها ارهابيين للقيام بعمليات إرهابية بها: مطار المنستير وبعض النزل السياحية بكل من مدينتي المنستيروسوسة. وقسّم الرويسي الأدوار بين نظرائه فهناك من كلفه بإخفاء الأحزمة الناسفة بمدينة بن قردان ثم تسليم كل واحد من الإرهابيين الذي سيقوم بعملية تفجيرية حزام ناسف. كما ذكر أحد عناصر كتيبة "المتبايعون على الموت أن الرويسي أفاده وبقية نظرائه أن الإرهابي الذي حاول تفجير نفسه أمام أحد النزل بالمنستير تدرب بمعسكر "الإرهابيين" وأنه أرسله الى تونس للقيام بتلك العملية التي باءت بالفشل، كما بيّن لهم الرويسي أيضا أنه جنّد أحد الإرهابيين لوضع عبوة ناسفة تحت إحدى حافلات السياح بالمنستير ثم تفجيرها عن بعد. إخفاء الأحزمة الناسفة ببن قردان واعترف أحد الإرهابيين الذي كلفه الرويسي بتفجير نفسه خلال الأبحاث والتّحقيقات أن أمير كتيبة المتبايعون على الموت كان يخيّر الإرهابيين في تحديد الهدف الذي يرغبون في تفجيره، مضيفا أنه بعد تحديده الهدف الذي سيفجّره قدم من ليبيا في اتجاه مدينة بن قردان ثم اتصل بعنصر إرهابي تابع للكتيبة كان كلفه أبو زكريّا بإخفاء الأحزمة الناسفة والمتفجرات بمدينة بنقردان ليتسلم منه حزام ناسف ينفذ به عملية التفجير التي تم التخطيط لها وهي ميناء سوسة. كما أشار إلى أن العملية باءت بالفشل لأنه تم إيقافه بمدينة بن قردان. وكشف المتهم أنه وبتكليف من أمير كتيبة "المتبايعون على الموت" تكفّل بحراسة الديبلوماسي التونسي محمد الشيخ الذي اختطفه الرويسي وأبقاه بمنزله كما كشف أنه من بين الأهداف المزمع تفجيرها مدينة جربة. وكشف عنصر ارهابي آخر من عناصر كتيبة "المتبايعون على الموت" أو "الضّحوك القتّال" أن أحمد الرويسي كلّفه برصد الحافلات السياحيّة والسفن السياحية والقطار السياحي الصغير بمدينة المهدية. التخطيط لإستهداف محميّة إشكل كما كشف عنصر ارهابي آخر خلال الأبحاث أن أحمد الرويسي أفاد أفراد كتيبة "المتبايعون على الموت" أنه خطط لإستهداف معمل الفولاذ بمدينة منزل بورقيبة لأنه سبق له أن عمل به ويعرفه جيّدا ومصنع سوكومينا بمنزل بورقيبة وهو مصنع مختص في إصلاح البواخر الكبرى واستهداف أيضا مصنع الجلد ورصد السيّاح الوافدين على محميّة اشكل لضرب الإقتصاد التونسي، حتى يتمكن، حسب مخطط الرويسي الذي أفاد به أفراد الكتيبة، من الإستيلاء على مدينة بن قردان وجعلها قاعدة للهجمات الإرهابية وفتح جبهة في تونس كما خطط الرويسي وأقنع أحد الإرهابيين من عناصر كتيبة "المتبايعون على الموت" تفجير نفسه بمطار المنستير وقد سلّمه الرويسي حزامين ناسفين كما سلّم ارهابي آخر حزامين ناسفين أيضا للقيام بعمليّة ارهابيّة تستهدف الحجيج اليهود الذين يؤدون كل سنة مناسك الحج بالغريبة بمدينة جربة. وقبل تنفيذ المخطط قاما الإرهابيّان بتسجيل كلمة لأهاليهما ولبقية الإرهابيين تضمنت تشجيعا على القيام بالعمليات الارهابية بتونس. ولكن كل هذه المخططّات باءت بالفشل بعد أن تفطنت السلطات الأمنية الى ذلك وأوقفت عددا من عناصر كتيبة "المتبايعون على الموت". وقال متهم آخر أنه رصد ميناء باب الجديد بمدينة سوسة الذي ترسو به عديد السفن السياحية وقام برسم بياني في الغرض سلّمه الى الرويسي، مشيرا إلى أنه قبل الإيقاع ببعض عناصر كتيبة "المتبايعون على الموت" بأسبوع من قبل السلطات الأمنية. وتجدر الإشارة الى أن القضية نظرت فيها المحكمة مؤخرا وأجلتها الى موعد لاحق.