أحبطت الوحدات الأمنية بإقليمي الأمن الوطني بسوسة والقيروان مخططا إرهابيا وصف أمنيا بالنوعي والخطير كان يستهدف بهجمات متزامنة مدينة سوسة -على الأرجح يوم العيد-، حيث ألقت بعد تنسيق محكم وسلسلة من المداهمات القبض على خمسة مشتبه بهم وحجزت حواسيب وهواتف محمولة ووثائق خطيرة على الأمن القومي، قبل أن يتعهد أعوان الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالإدارة العامة للمصالح المختصة بمواصلة البحث في القضية. تفاصيل العملية تفيد بان امرأة قاطنة بمنطقة المنصورة بالقيروان تقدمت ببلاغ إلى أعوان الأمن أفادت فيه بأنها لاحظت تغيرا في سلوك ابنها المراهق الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر، حيث أصبح منعزلا عن عالمه وقاطع اللعب مع أصدقائه، مضيفة بأنه متواجد بمنزل جده بجهة حفوز. استقطاب ودمغجة ونظرًا لحساسية الموضوع وخشية أن يكون المراهق سقط في أيدي مجموعة إرهابية وتعرض لغسل مخه تم التنسيق في الحين مع أعوان منطقة الأمن الوطني بالقيروان الشمالية، الذين قاموا بإيقاف المراهق واقتياده إلى المقر الأمني، وبالتحري معه تبين للأعوان انه يميل للتطرف الديني، وبالتنسيق مع النيابة العمومية أذنت بتفتيش محل سكنى عَائِلته بالمنصورة، حيث بتنفيذ المهمة حجز الأعوان حاسوبا "ملغما". بمعاينة الجهاز عثر الأعوان على محادثات سرية وصفت بالخطيرة بين المراهق وشخص آخر قاطن بسوسة عمد إلى استقطابه ودمغجته وغسل مخه ثم اعلمه بالمخطط الإرهابي الذي يخطط للقيام به بمناسبة العيد، طالبا منه تزويده ورفاقه بمادة الامونيتر لصنع العبوات الناسفة. تنسيقامني محكم قام حينها أعوان منطقة الأمن الوطني بالقيروان المدينة بالتنسيق مع نظرائهم بالقيروان الشمالية الذين تمكنوا من تحديد هوية العنصر المتشدد، وهو شاب يعمل عون حراسة وسلامة بشركة إيطالية تقع بالمنطقة الصناعية سيدي عبد الحميد بسوسة لذلك نسقوا مع زملائهم بمنطقة الأمن الوطني بسوسةالمدينة فتمكنوا من القبض على المشتبه به. علاقات مشبوهة ومخطط دموي كشفت المعطيات الأولية التي تحصلت عليها "الصباح" أن المشتبه به وهو شاب في العقد الثالث من العمر كان يتواصل مع الجناح الإعلامي لتنظيم داعش بسوريا، وكان يستقطب أشخاصا لتنفيذ مخطط إرهابي بسوسة او تقديم الدعم اللوجستي له، من ذلك طلبه من المراهق تزويده بمادة الامونيتر لصنع العبوات الناسفة بطريقة غير تقليدية بعد اطلاعه على طريقة صنعها في مواقع على الأنترنات. بتقدم الابحاث ألقى اعوان منطقة الامن الوطني بسوسةالمدينة القبض على ثلاثة أشخاص آخرين يرجح انتماؤهم لهذه الخلية الداعشية ليرتفع عدد المحتفظ بهم إلى خمسة فيما حجز الأعوان حواسيب ووثائق لكيفية صنع العبوات الناسفة اضافة الى مراحل المخطط الارهابي المتمثل مبدئيا في هجمات متزامنة كانت على الأرجح ستنفذ يوم العيد بكامل الشاطئ الرملي بوجعفر بسوسة اضافة الى القيام بعملية انتحارية تستهدف وفق ما يتردد السياح. واثر هذه الايقافات، ونظرًا لخطورة المخطط الذي كان يستهدف سوسة ولوجود أطراف اخرى بحالة فرار فقد أحيلت القضية على القطب القضائي لمكافحة الارهاب ومنه الى الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الارهاب بالقرجاني لمواصلة الابحاث وكشف التفاصيل الكاملة للمخطط الاجرامي الخطير والأطراف التي تقف وراءه وتعقب بقية العناصر المشتبه بها والمتحصنة بالفرار. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 08 جويلية 2016