اعتبر الأمين العام لنداء تونس الأستاذ الطيب البكوش في حوار خصّ به مجلة ليدرز لشهر سبتمبر، إن محاولات الإرباك التي تستهدف حزب "نداء تونس" من قبل أحزاب الترويكا سيّما حركة النهضة مرّده التخوّف الواضح من المنافسة التي قال انها يمكن أن يمثلها الحزب لهذا الائتلاف الحاكم كما انه تأكيد لإنعدام إرادة هؤلاء وعدم قدرتهم على ممارسة اللعبة السياسية القائمة أساسا على احترام المنافس وهو ما يؤكد على غياب الوعي الديمقراطي لبعض قياديي الإتلاف وما يدور هو ترجمة واضحة لنجاح مسيرتنا التي لم تصل إلى سرعتها القصوى بعد كما ذكر بأنّ الإرباك بدا منذ الإعلان عن فكرة بعث الحزب مثلما تؤكد ذلك الحملات الشرسة التي تعرض لها". التنوّع الإيديولوجي وبخصوص التنوّع الإيديولوجي داخل حزب "نداء تونس" وتأثير ذلك على أداء المجموعة قال البكوش " إن نداء تونس أصبح قوة تنافسيّة حقيقية وهو ما استوعبته بعض النخب التي قررت الالتحاق به وأضفى تنّوعا داخل الحزب الذي أصبح قادرا حتى على استيعاب المتناقضات السياسية القائمة على الاختلاف الإيديولوجي. وردّا على سؤال حول إمكانيات العمل المشترك بين النهضة ونداء تونس وما راج مؤخرا في كواليس السياسة بيّن أمين عام "نداء تونس" " أن مسالة التحالف والعمل المشترك بين النداء وحركة النهضة غير واردة "مضيفا " انه يجب التمييز جيدا بين التحالف الانتخابي والتحالف الحكومي. فبالنسبة للتحالف الانتخابي فهذا أمر غير مطروح بالمرة وهذا الموقف لم يأت من فراغ ذلك أن النهضة لم تحترم التزاماتها التي قالت بمقتضاها أنها حركة مدنية سياسية بل أنّها ما زالت تتصرف كحزب ديني واحتكرت الإسلام لنفسها متناسية أن بقية التونسيين هم مسلمون." وحول الأرقام التي تنقالها عدد من المواقع الإعلامية في الآونة الأخيرة والمتعلقة بعدد المنخرطين والملتحقين بالنداء والتي وصلت بالبعض إلى وصفها بالآلاف ردّ البكوش بالقول " ما يمكن قوله أن الأرقام المقدمة هي أرقام نسبية و أؤكد لكم أن هناك طلبات كثيرة للالتحاق بنا على قاعدة برامجنا المقدمة والقائمة أساسا على خلق توازن سياسي حقيقي والمحافظة على مكاسب الدولة الوطنية والنظام الجمهوري وتأتي طلبات الالتحاق بالنداء من خلال اللقاءات المباشرة بالمواطنين أو عبر الانترنت . وأضاف " لقد حرصنا على أن يكون الإلتحاق بنا دافعا حقيقيا وسببا رئيسيا لضمان التنّوع داخل النداء وقد بدأنا نلمس ثماره فكانت التجربة فرصة قوية للتأكيد على أن التقائنا كان على قاعدة البرامج وليس على قاعدة البراغماتية السياسية والانتهازية المظلمة كما يرّوج البعض. وقد زاد في تلاحمنا المصلحة الوطنية المشتركة الداعمة لمقوّمات الدولة الديمقراطية من حقوق الإنسان ونظام جمهوري وقد استلهمت أفكارنا هذه من قبل قيادات الحركة الوطنية التونسية فكان المدّ البورقيبي وفكره إشارة وضمانة لمشروعنا الوطني ولم يغب فرحات حشاد عن مقولات وعيينا بالمرحلة الراهنة فكان فكر الرجلان نبراسنا نحو إنشاء الدولة الوطنية الحديثة." ولم يخف الطيب البكوش موقفه من التصريحات "المتناقضة" لأعضاء الحكومة حيث اعتبرها "الخبز اليومي للمواطن التونسي" مُرجعا أسباب ذلك إلى "غياب خارطة طريق واضحة للحكومة" وقد دعا في هذا الإطار "كل القوى الحيّة إلى الانتباه إلى ما قد ينجر عن هذا التأخير في الإعلان عن الموعد الحقيقي للانتخابات". وحول إمكانية ترّشحه للرئاسة والتحاق عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي بنداء تونس قال البكوش: "لقد تحدث الكثيرون في هذا الموضوع وجعلت منه الصحف عناوينها الأولى و لا يسعنى إلا أن اقول أن تفكيري منحصر الآن في الوقوف إلى جانب مناضلي النداء لتحقيق الأهداف التي بعث من أجلها الحزب وما الحديث عن الترّشح للرئاسة في هذه المرحلة التي لم تكتمل ملامحها الأساسية على غرار الدستور إنّما هو مجرد عبث". وبخصوص النوّاب الملتحقين بالنداء وإمكانية تكوين كتلة نيابية بالتأسيسي بيّن البكوش أن ذلك غير مستبعد "اذا ما توّفر النصاب القانوني لذلك". وعن الإضافة التي يقدمها الوزير الاول السابق الباجي قائد السبسي لنداء تونس أجاب الامين العام لحزب نداء تونس "أوّد أن أذكركم بما تّم انجازه خلال المرحلة الانتقالية التي تلت استقالة حكومة محمد الغنوشي حيث أدار القائد السبسي تلك المرحلة بنجاح وهذا من خلال الاعترافات المسجلة لكل قيادات الأحزاب الوطنية وبشهادة الأجانب. كما لا ننسى الخبرة السياسية والديبلوماسية للرجل والذي كان طوال حياته رجل المراحل ولا قدرته على تجميع المتناقضات وجعلها ذات فاعلية حقيقية .