لطيفة بن زياتن الأم التي تحولت لشوكة في حلق الإرهاب لطيفة بن زياتن هي ام من اصول مغربية وحاملة للجنسية الفرنسية فارقها ابنها الذي استشهد في عملية ارهابية غادرة بباريس في 2012 وتحديدا بتولوز التقتها "الصباح" امس لتقدم تفاصيل ما حدث لابنها والذي دفعها لخوض "معركة" ضد التنظيمات الارهابية من خلال تخصيص وقتها وجهدها للعمل الجمعياتي المتعلق بتوعية ودعم وإرشاد الشباب وتحسيسه بخطر التنظيمات الارهابية. كانت ملامح الحزن والأسى والتأثر بادية على وجه الأم التي مازالت لم تنطفئ بعد نار فقدانها فلذة كبدها.. لطيفة بن زياتن جاءت إلى تونس حاملة رسالة دعم وإرشاد لكل الأمهات والعائلات عنوانها "احتضان الأبناء لإنقاذهم من قبضة التنظيمات الإرهابية"...جاءت تحت حراسة امنية فرنسية مشددة لانها اضحت مهددة في حياتها. في البداية روت المتحدثة ل "الصباح" كيف فقدت ابنها عماد بن زياتن وذلك في عام 2012 بتولوز على يد الارهابي محمد مراح بعد ان عرض ابنها دراجته النارية للبيع في اعلان قال فيه انه عسكري يعرض دراجة نارية للبيع وهو ما جلب مراح بغاية اغتياله..وروت كيف تم الاغتيال وكيف رفض ابنه الركوع مثلما طلب منه الارهابي وكيف سجل الارهابي الاتصال الهاتفي وكيف صوّر كل العملية وكشف التصوير ذلك . وقالت بن زياتن انها قررت إنشاء الجمعية، ليس فقط تخليدا لذكرى فقدان ابنها عماد، بل لنشر التوعية وتوجيه الشباب في فرنسا وتحديدا الذين يعتبرون ان مراح وأمثاله أبطالا. وتحدثت الأم عن ان ما دفعها لذلك هو ذهابها الى حيث قتل ابنها وكيف لم تجد ما يخلد وفاته مما دفعها للذهاب المنطقة التي يقطنها محمد مراح والسؤال عنه فاكتشفت ان عددا من الشباب المسلم كانوا يمدحون ما اقترفه مراح وكانوا يعتبرونه بطلا لكن بعد ان روت حادثة ابنها وما عاشته عائلتها الصغيرة التي شقت لتربيتها احسن تربية عدلوا عن افكارهم وقدموا لها الاعتذار. ما حدث لها بالحي الذي يقطنه مراح كان له وقع على عائلة لطيفة بن زياتن وعلى أبنائها الاربعة لذلك قررت المرأة إحداث جمعية "عماد من اجل الشباب والسلام" التي تهدف الى نشر روح التسامح بين الشباب والعمل على نبذ التطرف والإرهاب من خلال النشاط داخل الأحياء الشعبية الفرنسية والمساجد والسجون ...ومن ساعتها اضحت "المفسدة" لبرامج الارهابيين الذين يستقطبون الشباب الشيء الذي جعلها مهددة بالقتل لكن ذلك لم يثنيها عن عزمها وواصلت مسيرتها في فرنسا وخارجها للقيام بالتوعية والتحسيس تحت حراسة امنية مشددة لها على امتداد اليوم واينما تنقلت . وحسب ما أفادت به "الصباح" فهي قدمت الى تونس للتعريف بالجمعية والقيام بندوات توعية وإرشاد في المعاهد والمدارس التعليمية في تونس وفي عدد من السجون وقدمت في ذلك مطالب في الغرض.