ما من شك بأن فريق الترجي الرياضي التونسي يعد المستفيد الأول والأبرز من الميركاتو الصيفي الحالي،حيث نجح فريق باب سويقة إلى غاية اللحظة في ضمان توقيع ستة أسماء من الحجم الثقيل هم على التوالي الفرجاني ساسي و هشام بالقروي و أنيس البدري و أيمن بن محمد و محمد زعبية و محمد علي منصر، في انتظار بقية المشاورات والمفاوضات التي تجريها هيئة حمدي المدب مع أكثر من اسم وهو ما يقيم الدليل على عزم إدارة الترجي على تكوين فريق عتيد وقوي يعود سريعا إلى منصات التتويج من الباب الكبير بعد موسمين متتاليين خرج فيهما فريق باب سويقة بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. وإضافة إلى الأسماء الكبيرة التي حطت الرحال في حديقة المرحوم حسان بالخوجة، فإن الملاحظة الأبرز في ميركاتو الترجي الحالي هو الظهور المتواتر لرئيس النادي حمدي المدب في صور المنتدبين الجدد و الذي لم يقتصر على انتدابات فرع كرة القدم فحسب و إنما على انتدابات بقية الفروع، وهو ما لم يتعود عليه الرجل الأول في الفريق في السنوات الماضية التي ترك فيها مسؤولية التعاقدات لمعاونيه و للمسؤولين الذين تداولوا على رئاسة فرع كرة القدم و اكتفى بالإمضاء على "شيكات" خلاص الصفقات و عمولة "السماسرة" الذين تمعشوا بشكل كبير من خزينة شيخ الأندية التونسية. إصرار حمدي المدب على الاستئثار بملف الانتدابات رغم تواجد كل من رياض بالنور و مجدي التراوي و غيرهم من الفنيين، لم تكن الغاية منه الظهور الإعلامي لأن الرجل ليس من هواة البروز ولو كان يريد ذلك لوجد له ألف طريقة و طريقة، وإنما المراد به توجيه رسالة قوية إلى كل معاوينه مفادها عدم رضاه عن الطرق التي كان يدار بها هذا الملف الحيوي و خاصة في الفترة التي تولى فيها زياد التلمساني منصب المدير الرياضي، حيث انتدب الفريق فيلقا من اللاعبين بأسوام خيالية ولكنهم لم يقدموا الإضافة المطلوبة بل أن جزءا كبيرا منهم لم يظهر في تشكيلة الفريق و غادر الحديقة مخلفا وراءه سيلا من المشاكل و القضايا المطروحة حاليا في أروقة "الفيفا". ميركاتو الترجي الرياضي التونسي الحالي و إضافة إلى قيمته الفنية العالية ( في انتظار التأكيد على الملعب)، فإنه تميز بغياب رائحة "السمسرة" التي كانت تميزه في السابق و التي كانت سببا مباشرا في عديد الإقالات صلب الفريق، بما يشير إلى أن حمدي المدب قد تفطن إلى أن تعدد الدخلاء والوسطاء من شأنه أن يخلق شططا غير مبرر في الأسعار وهو ما دفعه إلى التكفل بكل تفاصيل الميركاتو بما أكسبه نجاعة كبيرة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين من عشاق الأحمر والأصفر.