لا تزال "حجة" بعض الوجوه الرياضية إلى راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة والهادفة إلى الدفع نحو إقناع رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالعدول على تعيين ماجدولين الشارني على رأس وزارة الشباب والرياضة، تلقي بغيومها على المشهد الرياضي عامة بما تركته من ردود فعل متباينة تراوحت بين مباركة تحرك زياد التلمساني ورفاقه على اعتبار وأنه يهدف لخدمة مصلحة الرياضة،وبين مندد به على اعتبار وأنه يندرج ضمن إدخال الرياضة في التجاذبات السياسية وفي إطار بحث أصحابه عن خدمة مصالحهم الشخصية. جامعة كرة القدم بقيادة رئيسها وديع الجريء، انخرطت بدورها في هذا الجدال من خلال إصدار بلاغ مندد بهذا التحرك و متبرئ منه،مؤكدة في ذات السياق نأيها عن كل المزايدات السياسية الصادرة عن بعض الوجوه الرياضية الذين وصفهم بلاغ "الوديع الجريء" بأصحاب النفوس المريضة وبالباحثين عن نيل أحد الحقائب أو الدافعين نحو تسمية أشخاص محسوبة عليهم لكي يضمنوا السيطرة على الوزارة. بلاغ الجامعة التونسية لكرة القدم والذي تضمن خطاب مساندة لقرار تعيين ماجدولين الشارني على رأس وزارة الشباب والرياضية،ليس له ما يبرره خاصة وأن الجدل القائم لا يهم الجامعة في شيء كما أن وديع الجريء لا يمكن أن يتقمص دور المدافع عن نظرية الفصل بين الرياضة والسياسة بما أنه كان أول من عزف على وتر التجاذبات السياسية بالرسالة الشهيرة التي أرسلها إلى راشد الغنوشي والتي دعاه فيها لكبح جماح طارق ذياب وزير الشباب والرياضة أنذاك،فكيف لمن فتح باب "الحج" لمونبليزير أن يندد اليوم بصنيع كان هو أول من شرّع له. لن نقف في صف زياد التلمساني وماهر بن عيسى وعدنان بن مراد وهاجر ادريس وهند الشاوش ورئيسة جامع التنس سلمى المولهي التي التحقت بركب زائري مكتب "الشيخ"،ولن نبارك أو ندافع عن مبادرتهم تلك لأننا على يقين بدوافع هذا السلوك و لأننا على يقين بأنهم سلكوا الطريق الخطأ للتعبير عن رفضهم تعيين الشارني على رأس وزارة حيوية ومهمة كوزارة الشاب والرياضة، كما أننا لن ندافع عن موقف وديع الجريء الذي اختص في افتعال المشاكل وفي الركوب على الأحداث والذي استعمل كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية لمحافظة على كرسيه وبالتالي فإن دور الواعظ والحريص على مصلحة الرياضة التونسية لا يليق بالجريء الذي تناسى بأنه كان أول من زار حرم "الغنوشي" وجسد ببيانه هذا مقولة "ما أخيبك يا صنعتي عند غيري". لن نقف في صف هذا أو ذاك ولكننا سنوجه رسالة إلى القائمين على شأن هذه البلاد مفادها أن وزارة الشباب والرياضة ليست مخبر تجارب أو ملاذا للترضيات أو لتوزيع الهدايا، بل هي إحدى أهم الحقائب وعليه فإن من سينال أو ستنال شرف إدارتها يجب أن يكون أو أن تكون في مستوى هذه المسؤولية و أن يمتلك سجلا كبيرا من الخبرة في هذا المجال حتى يتمكن من إنقاذ الرياضة التونسية التي تسير بثبات نحو الهاوية و إنقاذ شبابنا الذي اختار جزء كبير منه عالم الانحراف أو الحرقة أو الإرهاب في ظل انسداد الأفاق و غياب سياسات واضحة لتأطيره و الاستفادة من طاقاته.