أصبح المواطن التونسي يتحدث اليوم بصريح العبارة عن ميركاتو نواب التأسيسي وكأنه يتحدث عن ميركاتو لاعبي كرة القدم بل أصبح ينتظر بفارغ الصبر جديد الانتقالات صلب التأسيسي من باب السخرية . فبعد أن كان النائب قد انتخب عن حزب معين أو عن قائمة معينة أصبح حسب ما يرجحه البعض ينقاد وراء مصالح شخصية تاركا ورائه البرنامج الانتخابي الذي دخل به الى المجلس التأسيسي. لكن الغريب في الأمر أصبحنا نشاهد اليوم أحزابا ممثلة داخل التأسيسي لم تقم بحملة انتخابية ولم تفصح عن برنامجا انتخابي كنداء تونس الذي دخل ممثلا ب 3 نواب،بل أيضا وجود حزب لم تفرزه انتخابات 23 أكتوبر أصلا ممثلا ب8 نواب وفق ما ذكره اسكندر بوعلاق نائب العريضة الشعبية بالمجلس التأسيسي في اتصال مع "الصباح نيوز". للاشارة فإن اهذا الحزب اثار الكثير من الجدل خاصة ببرنامجه الانتخابي وهو حزب الانفتاح والوفاء الذي يترأسه البحري الجلاصي. ويذكر ان البحري الجلاصي رئيس حزب الإنفتاح و الوفاء قال في احد تصريحاته إنه يطالب المجلس الوطني التأسيسي بأن ينص الدستور التونسي الجديد على حق كل تونسي في اتخاذ جارية إلى جانب زوجته، والتمتع بما ملكت يمينه. كما دعا إلى إلغاء كل فصل قانوني يُجرم هذه العلاقة التي وصفها بالشرعية، مشددا في الوقت عينه على ضرورة تقنين الجواري، واعتبار ذلك حقا متاحا للرجال المتزوجين بواحدة، وتصنيف الجارية ضمن خانة ما ملكت أيمانهم. الجلاصي اعتبر أن الجارية هي الحل الأنجع لإعادة التوازن الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع التونسي الذي تضرر بعلمانية مجلة (قانون) الأحوال الشخصية، وعانى على مدى خمسة عقود من الزمن من تجريم تعدد الزوجات. البحري الجلاصي كان في حملاته الانتخابية مثله مثل بقية الأحزاب المترشحة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي حينها ، كان يسعى إلى شد الناخب اليه عن طريق تقديم برامج انتخابية تتلاءم مع تطلعات التونسي تجاه ثورته من خلال البرامج الانتخابية التي استهدفت الحواس و العاطفة و أبعد ما تكون عن الواقعية العلمية ذكرها حينها الشارع التونسي عن طريق شعارات انتخابية مثل فاتورة الماء و الكهرباء مجانا و قطعة ارض مجانا لكل عائلة تونسية و 5000 دينار لكل من ينوي الزواج. هذه الشعارات و غيرها جعلها حزب الانفتاح و الوفاء أساس برنامجه الانتخابي لتونسالمدينة الفاضلة اين تقدم الخدمات مجانا للمواطنين الذين تقل مداخيلهم عن 800 دينار شهريا فحتى قارورة الغاز تقدم مجانا ناهيك عن العلاج فانه مجاني كذلك. اذا "كل شيء بلوشي" كان المشروع الانتخابي الذي سطره الأمين العام لحزب الانفتاح و الوفاء البحري الجلاصي والذي دافع و بشراسة عن هذا البرنامج على أثير اذاعة تونسية و ربط نجاح الثورة بتطبيقه و العمل على تجسيده. حتى الضرائب لا داعي لها بحسب هذا الحزب باعتبارها ستؤثر على القدرة الشرائية للمواطن الذي وضع لها أيضا مخططا بأسعار رمزية مثل الخبزة ب 100 مليم و جميع أنواع الخضر و الغلال لا تتجاوز 500 مليم في اقصى الحالات.