رغم تعاقب الحكومات ومرور أكثر من 200 يوما على اختفاء الصحفيين سفيان الشرابي ونذير القطاري لم تكشف بعد حقيقة اختفائهما وهل أنهما على قيد الحياة أم لا.؟ مما دفع بوالدي نذير القطاري الى السفر الى ليبيا للبحث عن ابنهما وزميله غير مبالين برحلتهما التي ستكون محفوفة بالمخاطر، وقد كشف في هذا السياق سامي القطاري والد نذير خلال ندوة صحفية التأمت اليوم بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الصعوبات التي واجهته صحبة زوجته خلال تحولهما الى ليبيا ثم بعد عناء وبمساعدة رجل أعمال مصري تمكنا من السفر الى ليبيا ثم اتصلا بأحد الشيوخ لإيصالهما الى مدينة أجدابيا حيث تمكنا من لقاء أحد الأطراف الليبية ويدعى سالم جبران. ويضيف عن تفاصيل رحلة البحث عن ابنه وزميله بأنه يوم 26أوت الفارط تقدم بمطلب الى وزارة الخارجية الليبية ثم يوم 27 أوت التقى وزوجته ومحامي نذير وسفيان خالد غويل بعائلات شهداء الجبل الأخضر الذين تبنوا قضيّة سفيان ونذير. مضيفا أنه يوم 29 أوت الفارط التقوا( هو وزوجته وخالد غويل) بوزير العدل الليبي ثم في اليوم الموالي التقوا بمستشار سياسي وقانوني في حكومة الشرق الذي سهّل لهم اللقاء مع الوزير ومع سحر بنون وقد عبر لهم وزير العدل عن تعاونه معهم وقال لهم أنه سيتم فتح ملف اختفاء نذير وسفيان من جديد خاصة وأنه لا يوجد دليل من أنهما استشهدا. يضيف سامي القطاري أنهم (هو وزوجته والمحامي الليبي خالد غويل) التقوا بعد ذلك برئيس الوزراء الليبي الذي وعدهم ببذل مجهود كبير في البحث عن حقيقة اختفائهما. ثم تناولت الكلمة والدة نذير سنية رجب التي تحدث عن زيارتها وزوجها لمدينة أجدابيا في رحلة البحث المضنية عن ابنها وزميله وقالت أنها استقلت وزوجها سيارة تاكسي وتوجها الى مدينة أجدابيا وهناك تمكنا من لقاء شيخ المدينة الذي اصطحبهما الى منزل ابراهيم حضران( القائد السابق للميليشيات النفطية) أين التقوا بحوالي عشرون رجلا بينهم صحفي كان مع بعض الأطراف في مدينة درنة وقد أخبرهم الصحفي بأن الجميع توفوا كما التقوا بسائق السيارة التي نقلت نذير وسفيان الى المطار ثم التقوا بعد ذلك بالشخص الذي احتجز نذير وسفيان مدة أربعة أيام ويدعى فرج وقد تضارب هذا الأخير في أقواله. وأكدت سنية رجب أن شكوكها وحدسها يؤكدان لها بأن نذير وسفيان موجودين في مدينة أجدابيا، مشيرة أنها وزوجها اكتشفا أن هنالك صحفي جزائري احتجز مع سفيان ونذير وقد أعيد الى بلاده متسائلة كيف يتم ارسال ذلك الصحفي الى بلاده في حين بالنسبة لوضعية سفيان ونذير فقد تم العكس. وطالبت الدولة التونسية بالوقوف معها وزوجها لا نسيانهما. تشكيل لجنة وطنية للملف وكشف الفاهم بوكدّوس خلال الندوة الصحفية أنه سيتم الإعلان قريبا عن تشكيل لجنة وطنية لملف نذير القطاري وسفيان الشورابي يكون لها ناطقا رسميا يتكلم باسمها كلما جد جديد في الملف حتى لا تكون هنالك تصريحات متضاربة من هنا وهناك. مضيفا أن هذا الملف هو ملف سياسي بامتياز على غرار بعض الملفات الأخرى المتعلقة باختفاء وفقدان العديد من التونسيين العالقين بليبيا وسوريا. واعتبر بوكدّوس أن عائلة القطاري قدمت رسالة واضحة الى كل مؤسسات الدولة مفادها أن ملف نذير وسفيان ملف قانوني للدولة التونسية. قضية سياسية وتحدث الفاهم بوكدوس عن كيفية تعاطي نقابة الصحفيين مع الملف وقال أنها اتصلت بأكثر من هيكل ومن مسئول تونسي وتحصلوا على معلومات وتصريحات متناقضة من أطراف سامية فالبعض يقول أنهما أحياء والبعض الآخر العكس. وأكد أن هنالك نقاشات متقدمة مع مؤسسات الدولة وسيتم الإعلان مثلما أشار سابقا عن تشكيل لجنة وطنية في ظرف أيام قليلة تعنى بالملف وستحمل اللجنة المسؤولية للجهات التونسية لأن القضية قضية سياسية تشكلت فيها مصالح تونسية وليبية وأيضا استخبراتية على غرار ملف نوران حواص. وشدد من أن الدولة التونسية لا تزال تتحمل المسئولية السياسية والأخلاقية في قضية نذير وسفيان. من جهته كشف محامي نذير وسفيان خالد غويل من أنه سيرفع دعوى قضائية لدى القضاء الليبي ضد القائد السابق للميليشيات النفطية ابراهيم جضران معتبرا إياه أنه المسؤول الأول والمتورط الوحيد في اختطاف الزميلين. وأشار في نفس السياق من أنه بعد تحرير مدينة درنة من الدواعش لم يتم العثور على أية جثة بما فيها جثة سفيان ونذير. مضيفا أنه بعد تحرير المواني النفطية فإن البحث جار للوصول الى السجون السرية التي كانت تحت امرة ابراهيم جضران. في السياق ذاته قال خالد غويل أن بعض الأطراف أكدت له أن السجون السرية التي تحت امرة خليفة حفتر لا يوجد فيها سفيان ونذير. مؤكدا أن شكوكه يوجهها لإبراهيم جضران.