حقق الجيش السوري تقدما ميدانيا هو الأول منذ العام 2013 داخل الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب. وترافق التقدم على الأرض مع إعلان الجيش السوري الأربعاء تقليص ضرباته الجوية والمدفعية على الأحياء الشرقية. وكان الجيش السوري أعلن قبل أسبوعين بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية، وذلك إثر انهيار هدنة في 19 سبتمبر كان تم التوصل إليها بموجب اتفاق أمريكي-روسي وصمدت أسبوعا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمان لوكالة فرانس برس الخميس «باتت قوات النظام السوري تسيطر على نصف مساحة حي بستان الباشا في وسط مدينة حلب». وأوضح انه «التقدم الأهم لقوات النظام داخل الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل منذ العام 2013». وترافق الهجوم مع غارات روسية كثيفة وأخرى سورية أوقعت 270 قتيلا على الأقل بينهم 53 طفلا، وفق حصيلة للمرصد. كما تسببت بدمار هائل في الأبنية والمستشفيات، ما استدعى تنديدا من حكومات ومنظمات دولية تحدثت عن «جريمة حرب» ترتكب في حلب. وتراجعت وتيرة الغارات خلال اليومين الماضيين قليلا لتتقدم قوات النظام على الأرض، معتمدة «سياسة القضم» داخل الأحياء المحاصرة بشكل كامل منذ حوالي شهرين والتي تعاني من نقص في المواد الغذائية والطبية والأساسية. وأعلنت الأممالمتحدة الأربعاء أن أحياء حلب الشرقية أصبحت تتوافر فيها المعايير الثلاثة ل»منطقة محاصرة»، وفق تصنيف الأممالمتحدة. وأعلن الجيش السوري في بيان ليل الأربعاء «تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الإرهابيين» في الأحياء الشرقية في حلب «بعد نجاحات قواتنا المسلحة في حلب وقطع جميع طرق إمداد المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية للمدينة». ودعا الجيش مقاتلي الفصائل إلى «عدم انتظار المساعدة من أحد، فجميع خطوط الإمداد أصبحت مقطوعة ولا مجال أمامهم إلا إلقاء السلاح»، محذرا من «ان كل من لا يستفيد من الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة سيلقى مصيره المحتوم». وأفاد المرصد الخميس بتراجع وتيرة الضربات الجوية على الأحياء الشرقية في حلب، في وقت تدور اشتباكات عنيفة في حي بستان الباشا. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أيام الوضع في شرق حلب، بأنه «أسوأ من مسلخ» بعد تدمير أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية جراء غارة استهدفته. (أ ف ب)