- مسؤول بفريق من العاصمة هددني لأنني لم أهزم النادي الصفاقسي خدمة لمصالح ناديه - وديع الجريء "خبيث" وحتى رئيس الدولة غير قادر على إزاحته من منصبه. - الجامعة ترفض التعامل مع الحكام "النظاف" تتواصل الاستقالات في قطاع التحكيم،فبعد محمد بن حسانة وغازي بن غزيل ومراد بن حمزة،أعلن أمس الحكم عبد الحميد الحشفي اعتزاله «الصفارة» مبررا ذلك باستهدافه الواضح من قبل رئيس الجامعة وديع الجريء. «الصباح نيوز» اتصلت بالحشفي وتحدثت إليه حول خفايا قرار الانسحاب فكان الحوار التالي: - يبدو أن موضة الاستقالات في قطاع التحكيم قد استهوتك و جعلتك تقرر الخروج من القطاع؟ على العكس تماما،فقرار الخروج من المهنة التي أعشقها صعب ومؤلم للغاية خاصة عندما تكون صديق الجميع وتكوّن شبكة علاقات واسعة بفضل نزاهتك وتطبيقك للقانون بعيدا عن المصالح الشخصية والاملاءات والمجاملات التي تميز قطاع التحكيم.فانسحابي كان في النهاية شر لا بد منه لأن وديع الجريء رئيس الجامعة لم يعد يرغب في أن أكون ضمن حكام النخبة لأنه باختصار يرفض التعامل مع الحكام «النظاف» والذين يرفضون الدخول في المنظومة القذرة التي يدريها والتي لا تعتمد على الكفاءة وإنما على مقدار تطبيق الحكم لتعليمات رئيس الجامعة الذي يطبق بدوره تعليمات الفرق الكبيرة التي تؤمن محافظته على منصبه. - أشرت مباشرة إلى رئيس الجامعة واتهمته بأنه السبب الرئيسي في انسحابك وتجاهلت الحديث عن الإدارة الوطنية للتحكيم المسؤولة الأولى عن القطاع؟ نعم لأن الإدارة الوطنية للتحكيم مجرد ديكور وهي تطبق حرفيا التعليمات التي تصلها من وديع الجريء الذي يتلقى بدوره التعليمات من الجمعيات التي تتحكم منذ فترة في عملية تعيين الحكام وتحدد أسماء القائمة الدولية وتقرر مدة العقوبة التي يستحق كل من يخطئ بقصد أو دونه،وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها وشخصيا أشفق على جمال بركات وعواز الطرابلسي لأن الجريء سلب إرادتهما وجعلهما يطبقان تعليماته بالحرف الواحد،وقد حاول تركيعي بذات الطريقة وعرض عليا عبر وسطات وبطريقة ذكية الانضمام إلى المنظومة وخدمة مصالح فرق على حساب أخرى ولكنني رفضت فكان الجزاء حرماني من إدارة مباريات في الرابطة الأولى منذ مواجهة مستقبل المرسى والنادي الصفاقسي والتي تلقيت قبلها تعليمات واضحة لهزم فريق عاصمة الجنوب ولكنني رفضت. -هل توضح لنا طبيعة هذه التعليمات وما المصلحة منها؟ بعد نهاية هذه المباراة تلقيت اتصالا هاتفيا من مسؤول بأحد فرق العاصمة أشبعني فيه سبا وشتما وهددني فيه بحرماني من إدارة مباريات في الرابطة الأولى لأنني لم حكمت ضميري ورفضت مساعدة مستقبل المرسى على التغلب على النادي الصفاقسي حتى يخرج الأخير من دائرة المنافسة على اللقب ويفسح المجال لهذا المسؤول وناديه التتويج ببطولة الموسم الماضي،وهذا ليس مجرد ادعاء وإنما تسجيل موثق وقد توجهت وقتها إلى الإدارة الوطنية للتحكيم وأعلمت المسؤولين باعتزامي تقديم قضية عدلية ضد هذا الشخص فطلب مني جمال بركات ومحمد الدبابي العدول عن هذه الخطوة ووعداني باتخاذ الاجراءت اللازمة في حقه وطمأناني بخصوص مستقبلي في التحكيم ولكن هذا لم يحصل بما أنني لم أعين في الرابطة الأولى منذ تلك المواجهة. - زملائك الذين سبقوك في هذه الخطوة رددوا نفس الاتهامات في حق الجريء ولكن لا شيء تغير،فهل مازلت تأمل في صلاح هذا القطاع؟ هذه الاتهامات حقيقة ولا يمكن نكرانها ولكنها في المقابل لم نملك الإثباتات لها ولا يمكننا الحصول عليها لأن وديع الجريء «خبيث» ويمرّر تعليماته بطريقة غير مباشرة ومشفرة وحتى إن وجدت فإنها لن تحديث تغييرا كبيرا لأن الرجل يهدد الجميع بالفيفا وحتى رئيس الجمهورية لا يمكنه إزاحته من منصبه،فقط «ربي هو إلي قادر عليه» لأنه ظلمني وظلم الكثير من زملائي.لقد انسحبت مرتاح الضمير لأنني لم أرضخ يوما للتعليمات ولم أوظف «صفارتي» لخدمة فريق على آخر كما أنني لم أجامل مسؤولا من أجل أن أعين كما فعل الكثير من الحكام للأسف وهذا ما أفتخر به.قطاع التحكيم مريض ومتعفن ومن لا يرضخ للتعليمات لا يمكن له أن يواصل فيه فمراد بن حمزة استبعد من القائمة الدولية لأنه محسوب على النجم وعلى جهة الساحل ونفس الأمر ينسحب على محمد بن حسانة كما يعاقب الجريء حاليا حكما شابا بسبب قرابته من مكرم اللقام أشد معارضي رئيس الجامعة،كل هذه التصرفات تجعلني سعيدا بالخروج. - بعد إعلانك الانسحاب،ألم يتصل بك القائمون على القطاع لإثنائك عن هذا القرار؟ لقد اتصل بيم سؤول من الجامعة لا أود الكشف عن اسمه وطلب مني حذف التدوينة التي أعلنت فيها خبر انسحابي ووعدني في المقابل بتمكيني من منصب في الإدارة الوطنية للتحكيم،ولكنني رفضت لأنني لم أكن يوما دمية تحركها أهواء زيد أو عمر. - وهل ستقطع علاقتك نهائيا بهذا القطاع؟ لا لأنني أمين مال جمعية الحكام وسأواصل النشاط فيها ومد يد المساعدة للحكام الذين يعيشون تحت ضغط رهيب والذين أيقن الكثير منهم أن البروز في هذا المجال غير مرتبط بالكفاءة وإنما مدى استجابتهم لمطالب رئيس الجامعة الذي أقول له «حسبي الله ونعم الوكيل فيك».