تتواصل محاولات الفاعلين في قطاع التحكيم لإثناء مراد بن حمزة عن الاعتزال وإقناعه بضرورة مواصلة المسيرة إيمانا منهم بقيمته الفنية العالية وبنزاهته وبقدرته على إفادة القطاع الذي يعيش منذ فترة واقعا تعيسا ومظلما نتيجة التدخلات والمحاباة في التعيين وتغليب مصالح الفرق والمصالح الشخصية للقائمين عليه على مصلحة قضاة الملاعب خاصة وكرة القدم التونسية عامة "الصباح نيوز" اتصلت ببن حمزة وخاضت معه في عدة محاور تتعلق أساسا بالأسباب الحقيقة التي دفعته للانسحاب وبإمكانية التراجع فيه والعودة إلى الميادين فكان الحوار التالي: - علمنا أن رئيس الإدارة الوطنية للتحكيم عواز الطرابلسي قد اتصل بك وأعلمك برفض استقالتك،فهل يمكن أن يعدّل هذا المعطى الجديد قرارك الخاص بتطليق «الصفارة»؟ لا على العكس تماما،فليس هناك مستجدات تدفعني لمراجعتي قراري السابق وتدفعني للعودة إلى الميادين،ومع احترامي الشديد لعواز الطرابلسي ولبقية المسؤولين الذين تربطني بهم علاقة ود كبير،فإن مكالمته الهاتفية لم تأتي بالجديد ولم تتطرق إلى المسألة الأساسية التي أجبرتني مرغما على الابتعاد عن الميدان الذي أعشقه «ولي نعمل عليه كيف». - ماذا تقصد بالضبط؟ أنا اعتزلت التحكيم نتيجة كثرة الاتهامات الموجهة إلى شخصي والأحاديث الجانبية التي تستهدفني منذ نهاية الموسم الماضي والتي ازدادت وتيرتها خلال الموسم الحالي والتي أدت إلى برود في العلاقة التي تربطني بوديع الجريء رئيس الجامعة ولذلك طلبت مقابلته لتوضيح الأمور ووضع النقاط على الحروف لأنني تعودت أن أكون شفافا مع الجميع ولم يمكن أن أقبل أن يأخذ عني الآخرون فكرة خاطئة دون معرفة الحقيقة مني،ولكن الجريء لم يقبل مقابلتي إلى غاية اللحظة ومحادثتي مع رئيس الإدارة الوطنية للتحكيم لم تأت بالجديد في هذا الخصوص وهو ما يعكس لامبالاة واضحة وعدم رغبة رئيس الجامعة في عودتي إلى القطاع وهذا لمسته جيدا من خلال تعلله بالانشغال المتواصل كلما طلبت مقابلته وهذا يعني في فلسفة الرجل عدم رغبته في خدماتي. - وما حاجتك لمقابلة الجريء أو رضائه والحال أن علاقتك برئيس الإدارة وبرئيس لجنة التعيينات طيبة للغاية بحسب ما تقول؟ " ما نكذبوش على رواحنا وما نغلطوش الناس» وديع الجريء هو المسؤول الأول على قطاع التحكيم «والي يغضب عليه مشى في الساقين" ولذلك كنت مصمما على مقابلته لأؤكد له بأن كل ما قيل عن رغبتي في استعمال جمعية الحكام لأغراض شخصية والاستعداد لبعث رابطة جهوية خاصة بي وتدخلي المباشر في التعيينات لا أساس له من الصحة وأنها مجرد إشاعات لا أعلم الغاية الحقيقية لمروجيها وعندما استحال على ذلك قررت الانسحاب حفاظا عن كرامتي لأنني دخلت التحكيم من الباب الكبير وأود الخروج منه من ذات الباب أيضا. - وربما قررت الانسحاب خوفا من ردة فعل الجريء،أليس كذلك؟ "تنجم تقول" لأنني أعلم جيدا طبيعة رئيس الجامعة،حيث لا يمكن توقع ردة فعله عندما يغضب على أي كان وأنا لم أتعود «البهذلة» و»ماعيشتش بتطييح للقدر» ففضلت الانسحاب رغم صعوبة القرار والمتأتية أساسا من الصداقة الكبيرة التي تربطني بجميع الحكام والتي توطدت أكثر بعض الدروس التكوينية التي أقدمها للحكام الشبان مجانا بحثا مني على إفادتهم وإفادة القطاع الذي أعشقه وليس رغبة في الاستفادة الشخصية كما يروجه أصحاب النفوس المريضة والذي ترك للأسف أثره في قرارات الجريء وهذا ما ألمني حقا. - يعني هذا أنك تدفع ثمن اجتهادك؟ ربما،فلو اكتفيت بالصفارة فحسب لكان الأمر مغايرا في اعتقادي،ولكنني كما قلت دخلت التحكيم بغرام كبير وبرغبة حقيقة في ترك بصمة في هذا المجال الذي يشهد مشاكل عديدة ولذلك قررت تقديم دروس تكوينية للحكام الشبان لأنني لم أحض بهذا الامتياز عندما دخلت هذا القطاع وسعيت من خلال تواجدي كعضو في جمعية الحكام إلى تذليل الصعوبات التي يواجهها قضاة الملاعب ولكن الجزاء لم يكن على قدر العطاء حيث كثرت الإشاعات وتم حذف أسمي من قائمة المكونين وهي النقطة التي أفاضت كأس الصبر لدي والتي أشعرتني بأني عنصر زائد في هذا المشهد فقررت الانسحاب وتقديم استقالتي بعد مسيرة مرضية في العموم.علقت «الصفارة» ولكنني لن أبتعد عن التحكيم وسأكون دائما إلى جانب أصدقائي الشبان من خلال تقديم النصائح لهم والدروس المجانية التي تتم بالتنسيق مع مكوني عبد العزيز الحمروني الذي أتوجه له بالشكر وبعلم كل القائمين على القطاع. - من خلال الحديث إليك يمكن التأكيد أن لقاءك مع الجريء قد يجعلك تعدل على الانسحاب؟ حقيقة لا يمكن تأكيد أو نفي هذا الطرح ولكن أود التأكيد على أمر هام وهو أن سعيي للقاء وديع الجريء نابع من حرصي على توضيح كل نقاط الغموض وحتى أضع حدا لكل ما يقال حولي وليس رغبة وإلحاحا في العودة فكما حدثتك سابقا لم يعد هناك ما يشجعني على العودة فقد حرمت من القائمة الدولية رغم إصرار الجريء نفسه وفي كل الاجتماعات التي عقدت بحضوره على أحقيتي بالتواجد فيها وبالتالي فإن الأمور استوت عندي وبلغة واضحة «طار الكيف». - في انتظار ما تخفيه الأيام القادمة،هل لديك شيء تريد الاعتذار عنه أم ندمت على فعله خلال مسيرتك كحكم؟ أن تندم على شيء فهذا يعني أنك لم تحكم ضميرك في مسألة ما وهذا الشعور لم يراودن والحمد لله لأنني لم أخطئ متعمدا في حق أي فريق وكل الهفوات التي وقعت فيها كانت عن حسن نية وهذا ما يعلمه الجميع ولكن رغم هذا فإنني أعتذر لكل الفرق أو اللاعبين الذين يعتبرون أنني أذنبت في حقهم.الحمد لله ضميري مرتاح ولم أستعمل الصفارة قط لتصفية حسابات شخصية أو لخدمتي النجم الساحلي فريقي المحبذ وهذا أمر أفتخر به. - بحكم قربك من كل الحكام واطلاعك الجيد على كواليس القطاع،هل يمكن أن تكشف لنا عن أكثر الأسماء المرشحة لإدارة دربي العاصمة وكلاسيكو النادي الصفاقسي والنجم الساحلي؟ أعتقد أن هامش الاختيار ليس كبيرا أمام رئيس لجنة التعيينات رغم العناصر الشابة التي تقدم أداء كبيرا في المباريات السابقة،واعتقد جازما بأن الأمر لن يخرج عن الأسماء التالية:يوسف السرايري وسليم بالأخواص ونصر الله الجوادي وأمير الوصيف ووليد الجريدي. - وماذا عن يسري بوعلي الذي يتداول اسمه لإدارة الدربي؟ رغم قناعتي بالإمكانيات الكبيرة للشاب يسري بوعلي،فإنني اعتقد بأنه الوقت لا يزال مبكرا لزج به في مواجهة بهذا الحجم،فرغم أن رهان المباراة ليس كبيرا فإن حماية هذا الشاب وغيره تبقى أمرا مطلوبا ولا اعتقد أن جمال بركات سيجازف بهذا القرار،ولكن من يدري تبقى المفاجآت واردة.