التأم اليوم بمقرّ الإدارة العامّة لوحدات التّدخّل ببوشوشة يوم دراسي لفائدة الإعلاميين حول التعامل مع مسرح الجريمة وذلك بتنظيم مشترك بين وزارة الدّاخليّة والنّقابة الوطنيّة للصّحفيين التّونسيين. وتم خلال هذا اليوم الدراسي الذي شارك فيه الصحافيون والأمنيون، وواكبته "الصباح نيوز" التعرف على مختلف العناصر المكونة لمسرح الجريمة إضافة إلى تقديم قانوني لها ومختلف التشريعات المتدخلة في الجريمة وفي اماطة اللثام عنها. وافتتح مدير عام الأمن الوطني عبد الرحمان حاج علي ونقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري فعاليات هذا اليوم الدراسي، قبل انطلاق الورشات النظرية، إضافة لورشة تطبيقية مثلت مسرح عملية إرهابية تعرف من خلالها الصحافيون على مكونات مسرح الجريمة وكيفية جمع الأدلة واستكمال التحقيقات المتعلقة بمختلف جوانبها من جانبه قال مدير إدارة الشّرطة الفنيّة والعلميّة عبد الوهاب السّباعي، في مداخلته تحت عنوان " مسرح الجريمة (المفهوم، المعاينة الفنيّة)"، أنه على عكس ما يروج من أن تونس مازالت متأخرة في مسألة تحديد الحمض الوراثي الجينيADN ، فإن تونس بدأت في استعمال تحليل ADN منذ سنة 1997. وأعطى المسؤول الأمني مثالا حول تلك الجرائم، مشيرا في هذا النطاق إلى جريمة قتل امرأة لزوجها وتقطيعه لأطراف سنة 1999 حيث قامت برمي نصف الجثة في بئر بمنطقة بئر مشارقة من ولاية زغوان فيما قامت برمي رأسه في مدينة قربص. وأضاف المسؤول أن اماطة اللثام عن القضية جاء بعد أن تم التعرف على الضحية باستعمالADN ومن ثم التوجه إلى منزله بمنطقة ابن سينا حيث وجدت بقع من دم الضحية ومن ثم بدأ البحث عن القاتل إلى أن اتضح أنها زوجة الضحية. كما تطرق إلى العملية الإرهابية في فندق "بالم بيتش" والتي شهدت تفجير أحدد الإرهابيين لنفسه على شاطئ البحر، حيث أوضح المتحدث بأن مسرح الجريمة كان مسرحا صعبا لوجود رمال البحر التي يمكن أن تطمس الأدلة، لكنه أوضح أن أعوان الشرطة الجنائية تمكنوا من معرفة المادة المستعملة في صنع الحزام الناسف ومدى قوة الانفجار من خلال الحفرة التي خلفها الانفجار، كما عرض صورة للإرهابي بعد القيام بالعملية وقبلها. وأضاف أنه من خلال عملية التفتيش الدقيقة تمكنوا من معرفة كافة أعضاء الخلية التي خططت لهذه العملية الإرهابية وذلك بعد العثور على شريحة هاتف جوال الإرهابي. كما تم خلال هذا اليوم الدراسي التعرف بصفة عملية على مسرح جريمة تمثل في عملية إرهابية وتم التعرف على مختلف أطوار التحقيق إضافة للمخابر المتنقلة التي تستعمل لتحليل العينات والأدلة التي تم جمعها من مسرح الجريمة.