هل تكون الخمور مستقبل السياحة في تونس ؟..هكذا تساءلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في مقال نشرته أمس أكدت من خلاله ان تونس يمكنها ان تكون من أفضل الوجهات السياحية بفضل سياحة "النبيذ" اذا عرفت كيف تسوق هذا المنتوج ووضعت أستراتيجية ناجعة تدعم هذا التمشي الذي يحتاج الى اعادة نظر وتخطيط وجهود من عديد الأطراف وفق الصحيفة. وأفادت الصحيفة انه في وقت تواجه السياحة التونسية أزمة حادة يؤكدها التراجع الكبير في عدد السياح يعتقد محمد بالشيخ رئيس الغرفة النقابية لمنتجي المشروبات الكحولية ان المعطيات ستتحسن في المستقبل القريب لان تونس غنية بمنتجات سياحية غير مستغلة من بينها الخمور التي يمكن ان يستفيد منها القطاع السياحي لتصبح محركا له. منذ عقود والسياحة التونسية ترتكز على اسس تقليدية لكن عدم الاستقرار الناتج عن ثورة 2011 والعديد من العمليات الارهابية أدخل السياحة التونسية في أزمة عميقة بما يستوجب البحث عن حلول لتجاوز تداعياتها وتبقى سياحة "النبيذ" من الحلول التي ينبغي دراستها لانقاذ القطاع حسب الصحيفة. وأشارت "لوفيغارو" الى ان رئيس الغرفة النقابية لمنتجي المشروبات الكحولية يعمل على ابتكار طريقة تمكن من أن تكون الخمور من الوسائل المعتمدة من طرف وكالات السياحة انطلاقا من العام المقبل ، لاسيما ان تونس ذات الاغلبية المسلمة تعتبر واحدة من بين البلدان الأكثر تحررا في العالم العربي حيث تعود صناعة الخمور فيها الى أكثر من 2800 سنة. وحسب بلقاسم الدخيلي وهو واحد من الأسماء اللامعة في صناعة الخمور فان هذا القطاع سجل ازدهارا في نهاية التسعينات بفضل تشجيعات الدولة لكن بعد 20 سنة توجب الاستثمار في القطاع بتقنيات تكنولوجية جديدة. وأفاد الخبير في الجودة راشد كبرسلي "لوفيغارو" رغم ان الانتاج المحلي بلغ 32 مليون قارورة وناهزت عائداته 80 مليون اورو منها 25 مليون اورو (ضرائب) فان أرقام التصدير تبقى محتشمة باعتبار انه لا يتجاوز 10 مليون أورو. وشددت الصحيفة على ان المشكل يكمن في غياب سياسة ترويجية تساهم في تحسين "صورة" الخمور التونسية بما يمكنها من جلب السياح ، ولو ان بلقاسم الدخيلي تحدث بتفاؤل عن مستقبل الخمور وتأثيره على السياحة في تونس بل انه اعتبره قطاع المستقبل الذي سيجلب قيمة مضاعفة للسياحة في تونس.