قال المحلل السياسي عبد الله العبيدي في تصريح ل"الصباح نيوز" أن السياسة الخارجية الأمريكية تديرها مؤسسات وهي التي تعد الخطط الاستراتيجية طويلة المدى التي تحدد تلك السياسة. وأشار العبيدي أن انتخاب أيا من المرشحين في الانتخابات الرئاسية الحالية لن يحدث تغييرا جذريا في هذه السياسة، مضيفا أنها سياسة تطبخ على نار هادئة من خلال تلك المؤسسات. وأردف أن فريق الرئيس الجديد سيحاول تعديل مجموعة من المقترحات حسب ما تقترحه المؤسسات الفكرية، قائلا "فعلى سبيل المثال المحافظون الجدد عندما انتخبوا قامت المؤسسات الفكرية الفاعلة بتقديم مجموعة من المقترحات حول تنفيذ السياسة الخارجية والإدارة المركزية اختارت الأفكار التي سطرها المفكرون المحافظون العاملين في تلك المؤسسات". وأوضح العبيدي في تحليله أن هذا الاختيار لم يغير جذريا في الاستراتيجية الأمريكية، فالسياسة الأمريكية ليست خاضعة لإرادة شخص واحد. بالمقابل أشار العبيدي أن أي سياسة يمكن أن تتغير في تعاملها حسب ما هو موجود من معطيات في محيطها الذي تتفاعل معه، لكن بالنسبة لأمريكا فإن ذلك لا يمكن أن يحدث أي تغيير جذري في خططها الاستراتيجية الشاملة، فالرئيس الجديد لا يمكنه اعادة بناء كامل تلك الاستراتيجية. وحول الاستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة العربية، إذا فاز أحد الطرفين، قال العبيدي أن أمريكا باتت تقلص وجودها في العالم العربي، ونقلت ثقلها وحضورها الى المحيط الهادئ، وذلك لوجود تحديات جديدة هناك، فهي تسعى لأن تلعب دورا جديدا هناك. وأضاف العبيدي أن امريكا لن تخرج مباشرة من الشرق الأوسط، ولكنها ستقلص وجودها تدريجيا، مضيرا أنها كذلك بدأت في الاتجاه نحو شمال افريقيا وخاصة في المناطق التي كانت تعتبر تحت النفوذ الفرنسي. دوليا، أشار العبيدي أن الدور الأمريكي وهيمنته في السياسة الخارجية ذاهب نحو التقلص، وأبرز مثال على ذلك انها اضطرت للتفاوض مع إيران فيما يخص ملفها النووي.