ألقت الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب مؤخرا القبض على طالبة جامعية في مقتبل العمر تنتمي إلى كتيبة "عقبة بن نافع" بعد أن أنشأت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «الفايس بوك» و«تويتر» واندمجت في أنشطة مشبوهة تمثل خطرا على الأمن القومي من بينها نشر أنشطة "داعش" الإرهابية وما تقترفه من قتل وذبح وترويع، وقد أحيلت إثر ذلك على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب ثم على الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس التي باشرت النظر في قضيتها. وفق ما ورد صلب اعترافات المتهمة المذكورة - والتي تعتبر إحدى أخطر الداعشيات التونسيات - فإنها تبنت الفكر التكفيري وكانت تتردد على الخيمات الدعوية التي كان ينظمها ما يعرف بتنظيم «أنصار الشريعة» المحظور كما تأثرت بالخطب التكفيرية التي كانت تلقى بالمساجد إبان الثورة. وكشفت التحريات حول النشاطات المشبوهة لهذه الطالبة أنها عبرت عن رغبتها الملحة في القيام بعملية انتحارية حيث بعثت رسالة إلى نظيرتها المكناة "وهج" وصرحت لها بأنها ترغب في القيام بعملية "استشهادية" وعبرت لها عن رغبتها تلك بالكلمات التالية "تخيلي أمزق الطغاة الذين حرقوا قلوبنا ..قلبي يرفرف" فنصحتها مخاطبتها بإرسال طلبها إلى زعيم تنظيم "داعش" "أبو بكر البغدادي" فأخذت بنصيحتها وراسلته فرد عليها بالرفض وعلل رفضه بأن "داعش" لا تقوم على دماء"الأخوات" فحاولت الاتصال بالعناصر الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي لتمكينها من حزام ناسف للقيام بعملية انتحارية غير أنها لم تتمكن من ذلك. تكفير حمة الهمامي.. لم تيأس الطالبة المذكورة على الرغم من رفض البغدادي طلبها وواصلت نشاطها الإرهابي وكانت تحرض ما يعرف ب"الذئاب المنفردة" على استهداف اليساريين وكان "حمة الهمامي" هدفها الأول لأنه من وجهة نظرها "ملحد" ويجب تصفيته جسديا كما أنها باركت اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد وشجعت من خلال تغريدات نشرتها على صفحاتها على "الفايس بوك" و"تويتر" على تكرار مثل تلك الاغتيالات. وفي إطار نشاطها المشبوه أنشأت رابط حوار فوري "فوروم" وأطلقت عليه اسم "منبر التوحيد والجهاد" يحتوي على دروس لاكتساب الخبرة في مجال الإعلامية، كما كشفت التحريات أن هذه الفتاة كانت تتعامل مع أخريات متبنيات للفكر المتطرف على غرار "أم الوقاص" و"أم ماريا" و"أم أسامة" و"أم رفيدة" وكانت مهمتهن إنجاز عمليات المونتاج لبعض التدريبات التي يقوم بها الإرهابيون بجبال الشعانبي ومقاطع الفيديو التي يظهرون فيها وهم يهددون بالقيام بعمليات إرهابية تخريبية، كما اتضح أن الطالبة المذكورة كانت على صلة بموقع الكتروني له خبرة واسعة في مجال تسفير الشباب إلى سوريا وليبيا للقتال. كما تبين أن شيخا من الجزائر يمولها ويقدم الدعم لكل الراغبين في الالتحاق ب"داعش"،وقد اتصلت به وطلبت منه مبلغا من المال لتتمكن من الالتحاق بالجماعات المقاتلة بسوريا غير أن إيقافها من قبل السلط الأمنية حال دون ذلك. «أسيرات تونس».. كانت الطالبة المذكورة تنشط ضمن صفحة على موقع "تويتر" وهي صفحة مشرفة على الجناح الإعلامي بسائر البلدان العربية الإسلامية ويتم التنسيق بين المنتمين إلى الموقع عن طريق التراسل الفوري"التليغرام" وقد وقع طرح عدة حملات على غرار حملة قادتها تحت اسم "أسيرات تونس" واعترفت الفتاة بمبايعتها تنظيم "داعش" منذ أربع سنوات وتكفير الديمقراطية ومقاطعة الانتخابات، معتبرة حكام الدولة مفسدين في الأرض كما عبرت عن تكفيرها لقوات الأمن والجيش وكل القائمين على تسيير شؤون الدولة التونسية من سياسيين ورجال أعمال واعتبرتهم "طواغيت" واعترفت بمباركتها للعمليات الإرهابية التي استهدفت الجنود بهنشير التلة. وبينت الأبحاث أن هذه الفتاة حرضت على استهداف رجال أعمال وسياسيين وأمنيين وعسكريين ويساريين والسياح لبث الفوضى في البلاد التونسية وفسح المجال أمام "داعش" للسيطرة عليها. مفيدة القيزاني جريدة الصباح بتاريخ 11 نوفمبر 2016