دعت جمعية "هوية المقاومة" الحكومة التونسية ، خلال ندوة فكرية نظمتها اليوم السبت بالعاصمة، حول "الوهابية والفكر التكفيري"، إلى الإنسحاب من التحالف العسكري «المشبوه» المعادي لليمن بقيادة السعودية، منتقدة إقالة وزير الشؤون الدينية على خلفية تصريحاته الأخيرة حول النظام السعودي، والذي قالت أنه يعكس موفقا "يرمي إلى معاقبة من يعارض هذا النظام" . وإنتقد نائب رئيس الجمعية رفيق الغانمي، موقف حزب حركة النهضة وتصريحات رئيسها راشد الغنوشي "المؤيدة للنظام السعودي والمتفهمة لتدخله في اليمن"، معتبرا أنه «حزب سياسي يفتقر لبعد النظر ... لأنه لم يندد بالجرائم التي إرتكبها التدخل لعسكري السعودي في اليمن" ،على حد قوله. وذكر بأن الجمعية كانت قد وجهت خلال ندوة سابقة، رسائل الى الرئاسات الثلاث تؤكد فيها على أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن "غير مشرف ويجب الإعتراض عليه"، معربا عن أسفه لعدم تجاوب الرئاسات مع هذه الرسائل، ولإقالة وزير الشؤون الدينية ترضية للنظام السعودي، حسب تعبيره. من جهته، قال المحلل السياسي الليبي سلام أبو خزام، إن العديد من التنظيمات الإرهابية الموجودة في ليبيا والمحاربة في مناطق النزاع على غرار سوريا "تعيش برعاية من الوهابية السعودية، وإن تدخل السعودية في ليبيا يرمي الى جعلها قاعدة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة»، داعيا السلطات التونسية إلى "الإنتباه" من العناصر الإرهابية التونسية الموجودة على التراب الليبي بدعم من السعودية، حسب تعبيره. وشدد المشاركون في الندوة، على أن التدخل العسكري السعودي في اليمن منذ مارس 2015 "قد تسبب في خسائر بشرية فادحة وحقق أهدافا أمريكة وإسرائيلية"، معتبرين أن المملكة العربية السعودية هي "مصدرة الفكر الوهابي التكفيري" الذي يغذي ويرعي التنظيمات الإرهابية في العالم ومنها "داعش" وداعين تونس الى الإعتراض على التدخل العسكري السعودي في اليمن. وتضمنت أشغال الندوة الفكرية تقديم مداخلات لمفكرين وأساتذة جامعين وهم محسن النابتي من «مركز البراهمي للسلم والتضامن»، وعبد الحفيظ النهاري وعابد الزراعي من فلسطين، وإبراهيم شرف الدين من اليمن، وسلام أبو خزام من ليبيا.(وات)