أعلنت الجزائر عن حالة استنفار قصوى، وقامت بتشديد المراقبة الامنية على مختلف المستويات بشكل لافت، وعززت من التواجد الامني والعسكري داخل المدن وعلى الحدود، بعد الغارة الجوية التي استهدفت قيادات إرهابية تنتمي الى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" خلال الايام الماضية بمنطقة سبها جنوبي ليبيا. وكشفت العمليات العسكرية في ليبيا ضد قيادات وتنظيمات ارهابية والتي تنفذها قوات فرنسية تارة وأمريكية طورا آخر، بالتوازي مع تحرك جماعات ارهابية في تونسوالجزائر، والنجاحات التي تحققها مصالح الامن في البلدين يوميا والتي ساهمت في تفكيك خلايا ارهابية وإحباط مخططات إجرامية، أن الحرب بين تنظيمي "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" و"داعش" الارهابيين ستندلع خلال الايام القادمة، على اعتبار ان القوات الامريكية تستهدف عناصر تنظيم "داعش"، بينما نظيرتها الفرنسية توجه ضرباتها ضد "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" بدليل ما حدث في سرت من قبل مع الامريكيين، وسبها مؤخرا مع الفرنسيين. وتقول التقارير الامنية الجزائرية ان "كعكة محاربة الارهاب في ليبيا" تم اقتسامها بين الولاياتالمتحدة وفرنسا، وان دول الجوار هي من سيدفع الثمن، خاصة ان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" منتشر في الجزائروتونس ومنطقة الساحل، وهي القواعد الاصلية للتنظيم الارهابي منذ التسعينيات، بينما تمكن منافسه "داعش" من بسط بعض النفوذ في المنطقة كما حدث في تونسوالجزائر مع «جند الخلافة» والخلايا النائمة. كما تمكن من عقد تحالفات مع جماعات إجرامية في شمال مالي والنيجر، الامر الذي يدفع التنظيمين الارهابيين الى التناحر فيما بينهما من اجل السيطرة على المنطقة بعد الخروج من ليبيا. وبحسب أحد الامنيين الجزائريين المختصين، من المرجح ان تكون الضربات العسكرية الموجهة ضد التنظيمين الارهابيين في ليبيا، مقصودة من طرف القوى الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا، بغرض دفع الارهابيين للانتشار في المنطقة بما يسمح لها بالتدخل فيما بعد تحت عنوان محاربة الارهاب وملاحقة الارهابيين، وهو الهدف الذي تتنافس حوله الدولتان لبسط نفوذهما على موارد المنطقة. وأبرز الوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال أمس، بعد إثارة موضوع تشديد الرقابة وتكثيف التواجد الامني في الجزائر، ان الامر يتعلق بحماية المواطنين والممتلكات، وهو ما فسره الخبير الأمني الجزائري أحمد بوكانون ل"الصباح" بأن التقارير الاستخباراتية التي تسلمتها السلطات تم اخذها بعين الاعتبار، مبرزا ان الجزائر لا تستبعد أن تتبع الضربات القوية ضد رموز الارهاب في ليبيا عمليات انتقامية في الجزائروتونس بالخصوص، ما دفع السلطات الى إعلان حالة الطوارئ عبر كامل التراب الوطني، لمواجهة أي محاولات إرهابية. الجزائر/ كمال موساوي جريدة الصباح بتاريخ 18 نوفمبر 2016