قالت مسؤولة بارزة في وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز إن الولاياتالمتحدة "تراقب بدقة شديدة" عناصر تنظيم "داعش" المتشدد الذين ينشطون من خارج سرت الليبية فيما يواجه التنظيم الهزيمة في معقله في شمال أفريقيا. وتحارب القوات الليبية "داعش" في سرت منذ أكثر من ستة أشهر وقلصت مساحة الأرض التي يسيطر عليها المتشددون إلى جيب صغير من المباني قرب الواجهة البحرية للمدينة المطلة على البحر المتوسط. ومنذ الأول من أوت تدعم ضربات جوية أمريكية القوات التي تقودها كتائب مصراتة وهي مدينة تقع في غرب ليبيا. وقالت ماري ريتشاردز نائبة منسق مكافحة الإرهاب للشؤون الإقليمية والدولية في وزارة الخارجية الأمريكية "لقد أحرزوا تقدما كبيرا جدا لكن المعركة كانت شرسة جدا وتكبدت القوات الليبية خسائر فادحة." وتابعت قائلة "نحن على ثقة كبيرة بأنهم في فترة وجيزة سيتمكنون من القضاء على أي تهديد قادم من سرت." لكن ريتشاردز قالت إن هناك حتما عناصر فرت وتشتت في أنحاء ليبيا. وأضافت "نحن نراقب عن كثب إلى أين ذهبوا." ويقول مسؤولون وقادة ليبيون إن بعض متشددي "داعش" فروا من سرت في المراحل المبكرة من العملية العسكرية هناك. وعلى الرغم من أن سرت كانت المدينة الوحيدة التي خضعت لسيطرة "داعش" في ليبيا فللتنظيم تواجد في مناطق أخرى من البلاد. وتأتي المعركة في سرت في وقت تحاول فيه "داعش" صد حملات عسكرية تدعمها الولاياتالمتحدة في سوريا وفي العراق بما يشمل أكبر مدينة له وهي الموصل. وقالت ريتشاردز ""داعش" في تراجع في العراقوسوريا. ولكن في تلك المنطقة أيضا في ليبيا نرى أن المتشددين يتعرضون لضغط كبير." وتابعت قائلة "لكن هناك من تم تجنيدهم محليا وبإمكانهم تنفيذ هجمات إرهابية دون أن يتنقلوا... التهديد من داعش سيستمر لكنه سيأخذ نمطا مغايرا فحسب." وخلال زيارة للجزائر أشادت ريتشاردز أيضا بدور ذلك البلد في تنظيم مؤتمر لمكافحة الإرهاب في العاصمة الجزائرية هذا الأسبوع. وقالت إن المؤتمر أدى إلى "تبادل قوي للمعلومات ونقاشات خاصة فيما يتعلق بالإرهابيين العائدين لبلادهم". وأصبحت الجزائر شريكا اقليميا أساسيا في جهود الغرب في مكافحة الإرهاب منذ أن خرجت من صراع مع متشددين إسلاميين دار في التسعينات من القرن الماضي خلف ما يصل إلى 200 ألف قتيل. (رويترز)